أفادت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس أن رئيس البلدية الإسرائيلية للقدس المحتلة نير بركات (ليكود) يعتزم الاثنين المقبل طرح مخططه لهدم عشرات المنازل الفلسطينية في «حي البستان» في القدسالمحتلة على اللجنة المحلية للتخطيط والبناء التابعة للبلدية بهدف إقرارها، وهو المخطط ذاته الذي أرجئ قبل ثلاثة أشهر إقراره في أعقاب طلب من رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو تحسباً لرد فعل دولي غاضب. وتدعي البلدية الإسرائيلية أن الفلسطينيين أقاموا 88 منزلاً في الحي من دون الحصول على تراخيص بناء، «ما يستوجب هدمها». ووضعت خطة لتهويد بلدة سلوان في محيط البلدة القديمة القريبة من أسوار المسجد الأقصى تحت مسمى «تطوير البنى التحتية» للمنطقة وإقامة «متنزه قومي» أثري - سياحي يحمل اسم «حديقة الملك سليمان». وتقضي الخطة بهدم 22 منزلاً من المنازل ال 88 وترحيل سكانها إلى موقع آخر شرق حي البستان، في مقابل إضفاء الشرعية على المنازل الأخرى، وهو ما رفضه سكان الحي. إلا أن البلدية تصر على تنفيذ مشروعها وإرغام أصحاب المنازل ال 22 بهدمها على حسابهم الخاص. ويقول رئيس البلدية إن المكان المذكور هو موقع أثري تاريخي قديم لليهود أقام فيه «الملك سليمان». وكان رئيس البلدية الإسرائيلية اليميني أعلن منذ تسلمه منصبه قبل عام ونصف العام عزمه على «معالجة البناء غير المرخص» في القدسالشرقيةالمحتلة، مدعياً أن عددها يفوق 20 ألف منزل، بينها نحو 700 في بلدة سلوان. وكان مفروضاً أن تناقش لجنة التخطيط والبناء في البلدية الخطة لإقرارها في آذار (مارس) الماضي، إلا أن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو تدخل لدى بركات وطلب منه إرجاء النقاش كي لا يصب زيتاً على الغضب الدولي بعد إقرار بناء 1600 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة «رمات شلومو» شمال القدسالمحتلة، والتي تم الكشف عنها لدى زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل. وحذر نائب رئيس البلدية من حزب «ميرتس» اليساري يوسي الالو من تنفيذ المخطط «الذي سيعيدنا سنوات كثيرة إلى الوراء، فضلاً عن أننا سندفع ثمناً باهظاً في علاقاتنا مع الفلسطينيين»، وقال إن الفلسطينيين يرفضون أي خطة تشمل هدم بيوت. وحذرت مديرة النشاط الجماهيري في جمعية «عير عميم» (مدينة الشعوب) اليسارية اورلي نوي من عواقب قيام رئيس البلدية بخطوات تتعارض ورغبة الفلسطينيين في المدينة، ودعته إلى الحوار معهم بدل القيام بفرض خطوات أحادية الجانب». وكررت تحذيرها من أن مخطط إقامة «حديقة وطنية» يشكل خطوة خطيرة من شأنها أن تشعل «أحد أكثر المواقع القابلة للاشتعال في النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي والمس باستقرار المدينة ومستقبلها السياسي». ونقلت صحيفة «هآرتس» عن رئيس البلدية أن الخيار الآخر أمام الفلسطينيين هو هدم جميع المنازل ال 88 كما أمرت المحكمة، مضيفاً أن ممثلي البلدية أجروا العام الماضي مفاوضات مع سكان الحي بهدف بلورة حل يتجاوب ومصالحهم إلى جانب المصلحة العامة، فيما قال سكان الحي أن البلدية لم تجر معهم مفاوضات جدية. «السلام الآن»: حظر البناء في الضفة غير فاعل من جهة اخرى (أ ف ب)، اعلنت حركة «السلام الآن» الإسرائيلية المناهضة للاستيطان في تقرير ان الحظر الجزئي المفروض على البناء في المستوطنات في الضفة الغربية لن يكون فاعلاً ما لم تمدد مهلته الى ما بعد ايلول (سبتمبر) المقبل. وأوضحت انه على رغم عدم منح اي ترخيص رسمي جديد، فإن البناء ما زال سارياً، سواء من دون ترخيص او في مشاريع انطلقت قبل اقرار التجميد في تشرين الثاني (نوفمبر)، محذرة من انه «في حال لم يتم تمديد تجميد البناء في المستوطنات لما بعد ايلول، فسيكون غير فاعل على الأرض». وتابع التقرير ان «السلام الآن أحصت عشرات البنى الجديدة التي بدأ بناؤها بعد الإعلان عن قرار التجميد». وأضافت ان الإحصاءات الرسمية تظهر ارتفاعاً بنسبة 33 في المئة في عدد الورش في المستوطنات في الفصل الرابع من عام 2009 مقارنة بالفصل الثالث منه (من 447 الى 593). وتابعت ان «هذه البيانات تثبت الظاهرة التي توقعناها في شأن تهافت المستوطنين على اطلاق اكبر قدر يستطيعونه من مشاريع البناء قبل التجميد».