أكد خبراء يعملون في قطاع النفط والبتروكيماويات، أن الطلب القوي من الصين والهند والشرق الأوسط، من العوامل الرئيسة التي تؤسس لأسواق النفط وتحدد أسعاره هذه السنة، على رغم أزمة منطقة اليورو التي تسببت بتقلبات أسعار النفط، ما انعكس سلباً على صناعة البتروكيماويات. وتوقع خبراء شاركوا في ندوة حول سوق النفط والبتروكيماويات عقدت في دبي أمس، أن تنمو الطاقات الإنتاجية من الكيماويات عالمياً 4.6 في المئة للسنة الحالية، معوضة انكماشها السنة الماضية. وأشاروا إلى أن تداعيات أزمة المال العالمية على القطاع انتهت، ما يعكسه ارتفاع أسعارها وتماسكها منذ النصف الثاني من 2009 . ورجح مجلس الكيمياء الأميركي أن تستمر الصناعات الكيماوية في الشرق الأوسط في إضافة طاقات إنتاج بمعدل 6.3 في المئة في المملكة العربية السعودية و3.4 في المئة في أبوظبي و 3.2 في المئة في الكويت و 7.4 في المئة في قطر. وقدر خبراء الصناعة قيمة صناعة البتروكيماويات في منطقة الخليج بأكثر من 50 بليون دولار، معظمها في المملكة العربية السعودية. كما أن إنتاج دول الخليج من الخدمات الرئيسة لصناعة البلاستيك بخاصة البولي إثيلين والبولي بروبيلين، تراوح بين 14 و15 مليون طن، ويصل إلى 30 مليوناً في 2016. وفي ما يتعلق بقطاع النفط، قال الرئيس التنفيذي في «مركز دبي للسلع المتعددة» مالكوم وول موريس: «إن الثقة المتزايدة بالانتعاش الاقتصادي العالمي عززت الآمال بارتفاع الطلب على النفط مطلع 2010، لكن أزمة منطقة اليورو والدولار القوي تسببا باستمرار تقلبات الأسعار». وتوقع أن يكون نمو الطلب طويل الأمد في الصين والهند والاقتصادات الآسيوية الناشئة ومنطقة الشرق الأوسط، من العوامل الرئيسة التي تحدد شكل أسواق النفط وأسعاره خلال السنة الحالية. وأشار موريس إلى عناصر أثرت على أسعار النفط، بما فيها المخزون الحالي الكبير للمنتجات النفطية والشحن الزائد وطاقة التكرير التي تسبب بها تراجع الطلب على النفط عامي 2008 و2009 ، والأهمية المتزايدة للصين والهند كدول مصدرة لهذه المنتجات. وسلط موريس الضوء على أهمية دبي كمركز تجاري رئيس في دول مجلس التعاون الخليجي النفطية. وأن النمو السريع في المشاريع التحويلية لمصافي النفط وخلط المنتجات وتحسينها سيستمران في تعزيز دور منطقة جبل علي وإمارة الفجيرة كمراكز رئيسة لتجارة النفط وتخزينه. وتحدثت محررة شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة «بلاتس» كيت دوريان، عن الآفاق المستقبلية لأسواق النفط الآسيوية مشيرة إلى احتمال وضع قيود على الإنتاج في المستقبل. ولفتت إلى إمكان وجود طلب قوي نتيجة النمو المتجدد في الصين والمناطق الأخرى في آسيا.