توالت ردود الفعل الغاضبة على قصف مدينة حلب السورية، وامتلأت الصفحات الشخصية لناشطين لبنانيين عبر موقعي «تويتر» و «فايسبوك»، بصور تحمل اللون الأحمر تضامناً مع ضحايا القصف، مرفقة بهاشتاغ «حلب تحترق»، «حلب تباد»، مع انتشار كثيف لصور الأطفال الضحايا. وتبادل الناشطون فيديو يظهر طفلاً يبكي أخاه الأصغر منه، فامتلأت الحسابات بتغريدات تحمل على النظام بعبارات غاضبة. وفيما وجّه ناشطون عبر «فايسبوك» استغاثة إلى العالم لإنقاذ سورية، كتب مغردون: «حلب تحترق والعالم يحصي القتلى ويصدر البيانات»، «تظاهرات ضخمة أمام سفارات روسيا في أنحاء العالم كافة احتجاجاً»، «هذه حلب وقبلها درعا والغوطة وحمص وماذا فعلنا؟». ودان رئيس «كتلة المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة، «المجزرة المروعة والمستمرة التي تعيشها حلب في هذه الأيام، تحت سمع العالم ونظره والقوى الدولية المؤثرة، والتي يفترض بها أن تدافع عن حقوق الإنسان وتحميها». واستغرب «الاتفاق الذي قيل أنه تم التوصل إليه بين الولايات المتحددة وروسيا لإرساء وقف للنار في بعض جبهات القتال في سورية، وفي الوقت عينه أبقيت حلب وأهلها خارج هذا الاتفاق». وناشد السنيورة «الأمين العام الأممالمتحدة بان كي مون، والأمين العام لجامعة الدول العربية، للتحرك العاجل لوقف هذه الجريمة الشائنة بحق الإنسانية، وسط هذا الموقف الدولي الساكت عنها». وقال: «دماء الأبرياء والأطفال في حلب المحاصرة بالحديد والنار، هي جريمة في أعناق المجتمع الدولي الصامت والمتفرج على جرائم النظام السوري المجرم، الذي يرتكب المجازر والجرائم، والتي تشكّل وصمة عار على جبين كل من يرى ويسمع ولا يتحرك». ولفتت «منظمة الشباب التقدمي» الى أن «المجازر التي يرتكبها النظام الأسدي في حق الأطفال والنساء والشيوخ والجرحى في حلب، ليست غريبة إطلاقاً على تاريخ هذا النظام وحاضره، الذي لا ينفك يمعن في القتل والعنف، ضارباً عرض الحائط كل الاتفاقات والمواثيق الدولية التي تحرم قصف المستشفيات وقتل المدنيين». واعتبرت أنه «من الطبيعي لنظام المجرم بشار الأسد أن يدفن حلب كما بقية المدن السورية التي تجرأت وطالبت بالحرية»، مستهجنة «الصمت المخزي من المجتمع الدولي، والمؤسف أكثر هو صمت الرأي العام العالمي». وجددت «وقوفها الدائم إلى جانب القضايا المحقة كافة ومطالب الشعوب المظلومة»، داعية جميع «شعوب العالم الحرة إلى التحرك للضغط على حكوماتها لوضع حد لطاغية الشام وتحرير سورية من سفاحي الدماء». وقال الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي، عبر «تويتر»: «مشهد القتل المروع والدمار المنتشر يدمي قلوبنا ويدعونا مجدداً الى الدعوة ليقظة ضمير عند كل المعنيين توقف ما يحصل». وأضاف: «صرخة الوجع في حلب تستصرخ ضمير العالم وقف المجازر وقتل المدنيين، فالعنف لن يجر إلا العنف ولا حلّ منصفاً على حساب دماء الأبرياء».