طهران، واشنطن - «الحياة»، أ ب، رويترز، ا ف ب - عشيّة فرض دول الاتحاد الأوروبي اليوم عقوبات جديدة على إيران، صعّدت طهران تحديها للمجتمع الدولي، إذ أعلنت نيتها بناء 4 مفاعلات جديدة للبحوث الطبية، كما وضعت شروطاً جديدة ستكشف عنها قريباً لاستئناف المحادثات النووية مع الغرب، تستهدف «معاقبة» الدول الكبرى من خلال «جلوسها مثل طفل مهذب على طاولة المفاوضات». تزامن ذلك مع إعلان الجنرال مهدي معيني قائد «الحرس الثوري» في محافظة أذربيجان شمال غربي إيران، حشد قوات من «الحرس» في المنطقة، لمواجهة «وجود قوات أميركية وإسرائيلية» على الحدود الإيرانية استهدفت إثارة «نزاع عرقي وديني»، كما أفادت قناة «برس تي في». ومحافظة أذربيجان تحاذي العراق وتركيا وأذربيجان وأرمينيا. وفي واشنطن، أعلن وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر ومساعده ستيوارت ليفي المكلف مكافحة الإرهاب وشؤون الاستخبارات المالية، «خطوات إضافية ستتخذها الوزارة لتنفيذ وتعزيز « قرار العقوبات على إيران الذي أقره مجلس الأمن الأسبوع الماضي. في غضون ذلك، أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ان بلاده «لن تتزحزح عن مسارها النووي قيد أنملة، بسبب العقوبات». وقال في خطاب أمام سكان بلدة شهركرد وسط البلاد، في إشارة الى الدول الكبرى: «إذا اعتقدوا أن في إمكانهم استخدام العصا لإرغام ايران، نقول ان الأمة الإيرانية ستكسر كل عصيهم. سيأخذون معهم الى القبر، الرغبة في أن يدوسوا حتى (على أبسط) حقوق الأمة الإيرانية». وأضاف: «إننا مستعدون لاستئناف المحادثات معهم، لكن لدينا شروط سنعلنها قريباً، بناءً على ما شهدناه من تعامل سيِّئ من الجانب الآخر». وزاد: «نضع شروطاً (للحوار)، بحيث تُعاقَبون قليلاً، إن شاء لله، وتجلسون إلى طاولة المفاوضات مثل طفل مهذب». في الوقت ذاته، أعلن رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» علي أكبر صالحي نية بلاده بناء 4 مفاعلات جديدة لانتاج نظائر مشعة تُستخدم في علاج مرضى السرطان، أحدها سيكون «أكثر قوة من مفاعل طهران» المتقادم الذي بنته الولاياتالمتحدة قبل الثورة، وهو بقوة 5 ميغاوات. واضاف ان «تصميم المفاعل سيكتمل بحلول نهاية السنة، ويتطلب بناؤه سنتين»، موضحاً: «نخطط لبناء 4 مفاعلات في شمال البلاد وجنوبها وشرقها وغربها، لنتمكن من انتاج نظائر مشعة للبيع والتصدير الى دول إقليمية واسلامية». واشار الى امتلاك إيران تكنولوجيا لإنتاج قضبان وقود نووي تُستخدم في تشغيل هذه المفاعلات، مرجحاً أن تكون الدفعة الأولى جاهزة بحلول الربيع المقبل. أما رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني فجدّد تحذير «الولاياتالمتحدة ودولاً مغامرة» من أنها إذا حاولت تفتيش حمولات سفن او طائرات إيرانية، تطبيقاً للقرار 1929، «سنقوم بالمثل لسفنهم في الخليج الفارسي وبحر عمان». وأعلن علي سعيدي ممثل مرشد الجمهورية علي خامنئي في «الحرس الثوري» ان ايران «دُهشت» لتأييد الصين وروسيا القرار 1929، محذراً من أن «الحرس سيتصدى باقتدار تام» لأي محاولة لتفتيش السفن الإيرانية أو تلك المتجهة إلى الموانئ الإيرانية، معتبراً إياها «لعبة خطرة». ونقل موقع «عصر إيران» عن المندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية قوله ان بلاده «توصلت إلى قناعة» بعد تصويت موسكو لمصلحة القرار 1929، مفادها أن «لتأخر روسيا في تدشين محطة بوشهر النووية، أسباباً ودوافع سياسية». تزامن ذلك مع دعوة الرئيس السابق محمد خاتمي الإيرانيين إلى «الاتحاد» في مواجهة العقوبات. ونقل موقع «برلمان نيوز» المؤيد للإصلاحيين عن خاتمي قوله: «هذا العداء إزاء ايران سيطاول الشعب فقط، ولا أحد يمكنه ان يقبل بهذه الأعمال ضد ايران والثورة». وانتقد قرارات حكومية تؤدي الى «التفكّك وتعزيز موقع العدو»، لافتاً الى وجود «ضغوط كبيرة على ايران. والقرار الذي تبناه مجلس الأمن يستهدف بلادنا، في وقت لم يتخذ فيه اي إجراء بحق فظاعات إسرائيل التي على العكس تحظى بدعم».