تبدو مهمة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان في بغداد «يائسة» في فرض رؤية بلاده لتشكيل حكومة قد تستغرق المفاوضات لتشكيلها شهوراً. وكما تزداد المحادثات لاختيار رئيس وزراء من داخل التحالف الشيعي الجديد صعوبة، لن تقل عملية اقتسام المناصب تعقيداً نظراً إلى مطالبة حوالى 20 حزباً موزعة على أربعة تكتلات رئيسة وترغب كلها في حصص ووزارات. وحرص فيلتمان خلال زيارته بغداد على عدم إعلان أي موقف لحكومته من خلافات تشكيل الحكومة، فيما سرب سياسيون حضروا بعض اجتماعاته مع الرئيس جلال طالباني ورئيس الحكومة نوري المالكي، إضافة إلى لقاء أمس مع زعيم «المجلس الإسلامي الأعلى» عمار الحكيم والقيادي في المجلس عادل عبدالمهدي، انه لم يحمل أي رؤية أميركية لحل أزمة الحكومة واكتفى في الغالب بالاستماع إلى وجهات النظر العراقية. ويُعتقد على نطاق واسع أن الأميركيين يحاولون جس نبض الطيف السياسي ، معترفين ضمناً بأن دورهم في تشكيل الحكومة الحاليةمختلف عما كان عليه العام 2006، في ضوء تدخل إقليمي مباشر في مفاوضات التشكيل يهدد بجعل انسحابهم السنة المقبلة أكثر صعوبة. ونقل بيان لمكتب نائب الرئيس عادل عبدالمهدي بعد لقاء فيلتمان عن الأخير تأكيده أن بلاده «تحض الأطراف السياسية على الاتفاق في ما بينها لدفع العملية السياسية، والانتقال بالبلاد إلى مرحلة الاستقرار السياسي والأمني والبناء، وهي لا تتدخل في الشأن العراقي الداخلي». وعبدالمهدي هو أحد المرشحين الثلاثة من «التحالف الوطني» الذي نتج من اندماج ائتلافي «دولة القانون» و «الوطني العراقي»، إضافة الى المالكي وإبراهيم الجعفري الذي يحظى بدعم تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وعلى رغم التفاؤل الكبير الذي أبداه المالكي خلال لقائه مساعد وزير الخارجية البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كريستيان تيرنر بأن «يتم الاتفاق على الرئاسات الثلاث خلال الشهر الجاري»، فإن التحالف الشيعي لم يتجاوز عقبة تسمية المرشح لرئاسة الوزراء، ولم يتم أي تطور في المحادثات بين كتلتيه الرئيستين، عدا الاتفاق على العودة إلى «لجنة الحكماء». ومع أن الخلاف العراقي يتركز اليوم على اختيار رئيس الحكومة الذي ينافس عليه أيضاً رئيس الوزراء السابق إياد علاوي عن «القائمة العراقية»، فإن مهمة غير يسيرة تنتظر الوسط السياسي تتمثل باقتسام نحو 40 منصباً سيادياً أو وزارياً متفاوتة في وزنها وأهميتها بين الأحزاب العشرين المنضوية تحت لواءات الائتلافات الأربعة. إلى ذلك، نفى مسؤولون عسكريون في إقليم كردستان معلومات عن توغل تركي في أراضي الإقليم الشمالية لمسافة ثلاثة كيلومترات عند منطقة زاخو التابعة لمحافظة دهوك. وقال الناطق باسم قوات حرس الإقليم (البيشمركة) جبار ياور:«ليس هناك أي توغل عسكري تركي في حدود محافظة دهوك». وتكرر النفي على لسان المسؤول عن «البيشمركة» في دهوك حسين ثامر.روكان الجيش التركي أعلن في بيان أن جنوده توغلوا أمس في شمال العراق لمطاردة متمردين أكراد وقتلوا أربعة منهم بعد هجوم شنه أعضاء في «حزب العمال الكردستاني» على دورية لحرس الحدود في محافظة سيرناك (جنوب شرقي تركيا) أدى إلى مقتل جندي. وأضاف البيان: «بعد فشل هجومهم حاول الإرهابيون الهرب إلى شمال العراق، حيث لحقت بهم ثلاث فرق كوماندوز وكتيبة من القوات الخاصة متوغلة في عمق الأراضي العراقية إلى مسافة كيلومترين أو ثلاثة كيلومترات. وقتل أربعة ارهابيين في المواجهات». وتقصف القوات الإيرانية والتركية في شكل مستمر قرى كردية حدودية مع العراق لملاحقة مقاتلي «حزب العمال الكردستاني» و «حزب الحياة الحرة» الكرديين الذين يلجأون إليها بعد القيام بعمليات في عمق الأراضي التركية والإيرانية.