تحرك فنانة ألعاب الدمى الأفغانية منصورة شيرزاد (23 سنة) شخصية «زاري» وهي أول شخصية أنثى في المسلسل الأفغاني «نريد أن نسلي الأطفال ونثقّفهم» ترمي إلى تعزيز ثقة الأفغانيات الصغيرات بأنفسهن. وتوضح شيرزاد أن كلمة «زاري» تعني «التألق» باللغة «الدارية» ولغة «بشتو» اللغتين الرسميتين في أفغانستان. وتجسد الدمية شخصية فتاة أفغانية في السادسة من العمر، وهي دخلت للتو في الموسم الخامس من مسلسل «باغش اي سمسم» أي «حديقة السمسم» بالعربية. وعلى غرار النسختين الأميركية والفرنسية من هذا المسلسل، تهدف حلقاته إلى تعليم الأطفال أهمية الثقافة واحترام الآخرين. وتقول منصورة «ستغني زاري البرنامج، وستتيح لنا أن نوصل رسالتنا». وتتوجه هذه الشخصية أساساً إلى الفتيات الصغيرات، اللواتي دخلن المدرسة حديثاً، وتوضح لهن ما يحتجن اليه في عالم الدراسة الجديد، من كيفية أداء التحية بقول «السلام عليكم» إلى كيفية ممارسة الرياضة، وصولاً الى الطريق الذي ينبغي أن تسلكه لك منهن لتصبح طبيبة. وتقول منصورة التي تتابع دراستها في كلية «الفنون الجميلة» في جامعة «كابول»: «أحب كثيراً أن أحرك الدمية (زاري)، حين أفعل ذلك أنسى كل همومي». وظهرت «زاري» للمرة الأولى على الشاشة في السابع من نيسان (أبريل)، وهي ترتدي الزي التقليدي الذي ترتديه الشابات الأفغانيات. مدة كل حلقة 30 دقيقة تعالج الحياة اليومية في أفغانستان، أو تحاكي حلقات من الانتاجات المصرية او المكسيكية او الروسية لهذا المسلسل الذي انطلق في الولاياتالمتحدة عام 1969. ويقول مدير تلفزيون «تولو» الذي يعرض المسلسل مسعود سنجر: «حديقة السمسم» بات «مشهوراً» بين الأفغان، فالتلفزيون «يحتل مساحة كبرى في حياة الناس، وهذا ما يسهل علينا مهمة تثقيف الأطفال». يتابع سنجر قائلاً: «حياة الفتيات صعبة في أفغانستان، إنهن يعانين من قيود كثيرة، لذا اخترنا أن تكون الشخصية أنثى، نريد إظهار أن الفتيات يمكن أن يضاهين الفتيان، إنهن يضطلعن بدور أساسي في نشر الثقافة». قد يرى غير الأفغان أن هذه الرسائل التي يعمل البرنامج على إيصالها هي من الأمور البديهية، لكن الحال ليس كذلك في البلاد، ففي ظل حكم حركة «طالبان» المتشددة الذي امتد بين العامين 1996 و2001 لم يكن متاحاً أصلاً للفتيات الذهاب إلى المدارس، وعلى رغم سقوط هذا النظام المتشدد وزوال القيود التي كان يفرضها على النساء، إلا أن ملايين الأفغانيات ما زلن أًميات، ولا تزيد نسبة المتعلمات من بينهن على 24 في المئة، مقابل 52 في المئة بين الرجال. ولا تكمل المراحل الدراسية كاملة سوى ما نسبته 21 في المئة منهن، بسبب القيود الاجتماعية مثل الزواج المبكر أو عدم وجود معلمات في شكل كاف، بحسب ما جاء في تقرير أصدره في العام 2013 معهد «كريسيتان ميشلسن» النروجي المتخصص في الأبحاث حول حقوق الإنسان.