تجاوب فاعلا خير مع الموضوع المنشور في عدد «الحياة» رقم (17204) الصادر يوم الأربعاء 28-5-1431ه، بعنوان «أسرة شراحيلي والسرطان والإعاقة في خيمة واحدة».وتبرع فاعل الخير الذي رفض ذكر اسمه بمبلغ 40 ألف ريال إلى أسرة شراحيلي، إضافة إلى كرسي متحرك للمعوق محمد علي الذي نشرت صورته ضمن الموضوع، فيما تبرع فاعل خير آخر بمبلغ 2000ريال.وسلمت «الحياة» المبلغ المالي (42ألف ريال) والكرسي المتحرك إلى الأسرة، بحضور شيخ القبيلة التي تنتمي لها ومندوب الدفاع المدني، الذي سلم مندوب الصحيفة «مشهداً» بالتبرع، باعتبارها (مديرية الدفاع المدني) الجهة المشرفة على خدمات الإيواء. ولم يستطع شراحيلي حبس دموعه وهو يتسلّم المبلغ: «أحمد الله على فضله، ثم أشكر من أسهم في إيصال معاناتنا وظروفنا الصعبة إلى فاعلي الخير»، مؤكداً أنه لم يتوقع أن يكون هناك تفاعل بهذا الحجم عند نشر الموضوع. أما زوجته آمنة ساحري، فلم تكن تصدق أن هناك من يهتم بها وبأسرتها: «نعيش في عزلة لا يعلمها إلا الله، وهذا ما جعلني أنسى أن هناك موضوعاً نشر عنا»، مشيرة إلى أنها فوجئت بالتبرع وما زالت غير مصدقة. وكانت «الحياة» نشرت معاناة المسن علي شراحيلي مع سرطان الفم، وكذلك ابناه المعوقان، إضافة إلى الحال المادية بالغة السوء التي تعيشها الأسرة، خصوصاً بعد أن اضطرت الأسرة البائسة إلى النزوح ومغادرة القرية التي تقيم فيها (المحجف) التي تقع على الحدود اليمنية، بعد عمليات التسلل المتكررة من الحوثيين قبل بضعة أشهر. وبثت آمنة آنذاك شكواها من خلال «الحياة»، وكشفت أنهم يواجهون ظروفاً صحية ومادية بالغة السوء مؤكدة أن زوجها لم يحصل على الخدمة الطبية اللازمة بسبب عدم حصولهم على وثائق رسمية، بل تم الاكتفاء بمنحهم تصاريح، ولفتت إلى أنهم لا يملكون من هذه الدنيا سوى ثياب بالية تستر أجسادهم، وأن ظروفاً خارجة عن إرادة زوجها منعته من تصحيح وضعه وحصوله على الجنسية السعودية. ويعاني الابن الأكبر محمد، من شلل كامل في أطرافه يعجز معه عن طرد الذباب عن عينيه، فيما يعجز الأب عن الكلام، سوى من مفردات متقطعة لا يكاد المستمع يفهمها، مستعيناً بلغة الإشارة كلما دهمه الألم بسبب السرطان الذي أجهز على فمه وأكل ثلاثة أرباع لسانه.