علمت «الحياة» أن شركة «سابك» التي تواجه ضغوطاً كبيرة لإجراء خفض في أسعار الحديد قامت بدرس الأسعار الأخيرة، وأنها ستعلن خلال الأيام القليلة المقبلة تخفيضات تصل إلى 400 ريال للطن. وقالت مصادر إن الأسعار الجديدة للحديد ستراوح ما بين 2500 و2700 ريال، وستتبعها الشركات الأخرى، فيما يتوقع أن تنخفض أسعار الحديد المستورد إلى ما دون ذلك، خصوصاً الحديد التركي والصيني، الذي يواجه تراجعاً في الطلبات العالمية ومخاوف من انهيار سريع في الأسعار. وأوضح أحد المصادر أن «شركة حديد «سابك» التي أبدت «تأنياً» في مسألة خفض الأسعار لا تزال مرتبطة بعقود كبيرة إضافة إلى طلبات السوق المحلية، لذلك فإنها لا تستشعر بالحاجة إلى خفض الأسعار، إلا أن الوعود التي أعطتها في وقت «سابق» بمجاراة الأسعار العالمية سيجعلها تقوم بهذه التخفيضات». وشهدت أسعار الحديد «غير حديد سابك» انخفاضاً تراوح بين 300 و 400 ريال في الطن، واستقرت الأسعار في السوق المحلية لمقاس 8 مم عند 3150 ريالاً، و10مم عند سعر 3110 ريالات، و12مم بسعر 2930 ريالاً ومقاس 14مم بسعر 2910 ريالات والمقاسات من 16 إلى 32 مم بسعر 2900 ريال، وهي من المرات النادرة التي تتوحد فيها الأسعار بين المصانع المحلية والمستورد. وأشار مدير توزيع في شركة حديد سعودية أيمن قصيباتي إلى أن «الأسعار ستنخفض خلال الفترة المقبلة»، إلا أنه لم يذكر حجم هذا الانخفاض، مضيفاً أنه سيكون هذه المرة مرتبطاً بالوضع الأوروبي والصيني بالمقدار نفسه. من جانبه، قال الاقتصادي نظير العبدالله إن النمو الصناعي الصيني كان أسوأ مما توقع المحللون، وهذا سينعكس بكل تأكيد على أسعار المعادن في العالم باعتبار أن الصين من أكبر المنتجين والمصدرين في العالم، مضيفاً أنه قبل انخفاض الطلب على الحديد في العالم، ذكر الاتحاد العالمي للصلب أن إنتاج خام الحديد للدول الست الرئيسية المنتجة له سجل نمواً بمقدار 67.6 مليون طن، خلال الربع الأول من 2010، ليصل إلى 305.8 مليون طن بزيادة نسبتها 28.4 في المئة للفترة نفسها من عام 2009. ولفت إلى أنه في الربع الرابع من 2009 كان الإنتاج 342.2 مليون طن مرتفعاً بنسبة 43.7 في المئة، وبكمية زيادة بلغت 104.1 مليون طن عن الربع الأول من العام نفسه، وسجلت البرازيل نمواً قدره 47.4 في المئة، أو 22.2 مليون طن، خلال الربع الأول، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2009، فيما سجلت أستراليا نمواً معتدلاً بنسبة 25.9 في المئة أو 20.8 مليون طن. وارتفع إنتاج خام الحديد في الصين بنسبة 22.4 في المئة أو 17.6 مليون طن خلال الفترة نفسها. وأضاف أن التقرير الأخير ل«الاتحاد العالمي للصلب» ذكر أنه خلال الربع الأول من عام 2010، نما إنتاج الحديد الأولي بنسبة 28.9 في المئة أو 61.1 مليون طن ليصل إلى 272.1 مليون طن، وزاد إنتاج الحديد في الصين بنسبة 26.8 مليون طن أو 21.7 في المئة خلال الربع الأول، فيما قفزت بقية الإنتاج العالمي بنسبة 34.3 مليون طن في الفترة نفسها. وأكد العبدالله أن مصانع الحديد في العالم بدأت الاستعداد لأن يكون العرض أكثر من الطلب خلال الفترة المقبلة، متوقعاً أن تشهد الأسواق وفرة كبيرة في المعروض، وبدأت تظهر ملامحها بانخفاض أرقام الاستيراد في الشهرين الماضيين، مشدداً على أن السوق وإن بدت هادئة الآن، إلا أنها لن تكون كذلك خلال النصف الثاني من العام، وسنشهد وفرة الحديد بسعر مناسب جداً للمستهلك النهائي، ما سيؤدي إلى إرباك في عملية العرض والطلب، وسيكون هناك عرض كبير يقابله طلب قليل. ورأى أن «السوق المحلية بدأت تشهد انكماشاً في الطلب، على رغم سحوبات المشاريع الحكومية الكبيرة، والتي عادة ما تكون متوجهة إلى حديد «سابك»، ما يعني أن الأسعار ستنخفض، ومن المتوقع أن تستمر كذلك حتى نهاية السنة، وستكون الأسعار معاكسة للشهور الأولى التي ترافقت مع الموازنة والطلب الكبير من المشاريع الحكومية». وأضاف أن الوقت سيكون مناسباً للحكومة باتخاذ قرار استراتيجي في الوقت الراهن لبناء مخزون استراتيجي من الحديد الخام، لأن غالبية الخبراء يتوقعون أن تقفز الأسعار في 2012، وتتجاوز أسعار 2007 التي تسبب فيها نمو كبير جداً في العالم، خصوصاً في الصين والهند إلى قفزة في الأسعار إلى أرقام تاريخية. من ناحيته، قال تاجر الحديد إبراهيم الدوسري إن إعلان شركتي الاتفاق وحديد الراجحي عن خفض أسعار بيعهما لمنتجاتهما من حديد التسليح ب 250 ريالاً للطن ومساواة حديد «سابك»، جعل السوق تنتظر قيام عملاق الصناعة المحلية «سابك» بخفض الأسعار، وهو متوقع أن يحدث في أي وقت. وأضاف أن الطلب على حديد «سابك» لا يزال مرتفعاً، إلا أن ذلك لن يمنع الشركة من القيام بخفض في الأسعار، خصوصاً أن الأسعار العالمية تتراجع والشركة تخشى على سمعتها في السوق المحلية، كما أن الشركات المستوردة خفضت أسعار الحديد التركي والصيني المستورد بنسبة 12 في المئة من دون انتظار لتصريف مخزونها الذي استوردته بأسعار عالية، مخافة أن تنخفض الأسعار أكثر من ذلك.