بروكسيل – أ ب، رويترز، أ ف ب – بدأ الملك البلجيكي البير الثاني مشاوراته أمس، سعياً الى تشكيل حكومة جديدة بعد الفوز المدوي للانفصاليين الفلمنكيين في الانتخابات الاشتراعية التي أُجريت الأحد، ما أثار شكوكاً حول وحدة البلاد، في ضوء الخلافات المزمنة بين الناطقين بالهولندية والفرنسية. والتقى الملك رئيس الوزراء المنتهية ولايته ايف لوتيرم الذي قدم استقالة حكومته بعد الانتخابات، اضافة الى مسؤولين آخرين. وسيعين البير الثاني «مقرراً» مكلفاً درس مختلف الائتلافات السياسية الممكنة، قبل رفع تقرير اليه، على ان يعيّن بناءً على هذا التقرير مسؤولاً مكلفاً تشكيل الحكومة. مع العلم أن الأمر استغرق تسعة أشهر عام 2007، لتشكيل حكومة. يأتي ذلك بعدما حقق «التحالف الفلمنكي الجديد» بزعامة بارت دي فيفر نتيجة تاريخية، بفوزه ب27 مقعداً، بعد حصوله على 19 مقعداً في انتخابات عام 2007، ما جعله أكبر حزب في البرلمان المؤلف من 150 عضواً، متقدماً الحزب الاشتراكي في والونيا الذي نال 26 في المئة من الاصوات. وتقضي الأعراف المرعية باسناد السلطة الى «العائلة» السياسية التي فازت باكبر عدد من المقاعد لدى المجموعتين اللغويتين، اي في هذه الحالة الحزب الاشتراكي بزعامة ايليو دي روبو، والذي فاز ب39 مقعداً عن الفرنكوفونيين والناطقين بالهولندية. وقال دي روبو ان «عدداً كبيراً من الفلمنكيين يريدون اصلاح مؤسسات البلاد، وقدراً اكبر من الحكم الذاتي المحلي، مضيفاً ان «هذه الرسالة يجب أن تُسمع»، كما دعا الفرنكوفونيين الى «التحلي بشجاعة التوصل الى اتفاق». واذا بات دي فيفر رئيساً للوزراء، سيقود ائتلافاً يرغمه على التخفيف من تطلعاته الاستقلالية. ويتهم حزب دي فيفر والونيا، وهي الاقليم الجنوبي لبلجيكا والافقر من اقليم فلاندر الشمالي للناطقين بالهولندية، بانتهاج اسلوب سيِّئ في الحكم، ادى الى رفع نسبة البطالة في والونيا الى ضعفي تلك في فلاندر. وتتمتع كل من فلاندر ووالونيا بحكم ذاتي في التنمية المدنية والبيئة والزراعة والتوظيف والطاقة والثقافة والرياضة ومجالات أخرى، لكن الاحزاب الفلمنكية تطالب بإضافة العدل والصحة والضمان الاجتماعي الى تلك المجالات، وهذا ما يرفضه السياسيون الفرنكوفونيون، اذ يعتبرون الضمان الاجتماعي مرادفاً لوحدة البلاد والعاصمة بروكسيل. وعكست صحيفة «لوسوار» في والونيا صدمة الاقليم الفرنكوفوني من نتيجة التصويت، اذ كتبت ان «فلاندر اختارت ملكاً جديداً»، في إشارة الى دي فيفر (39 سنة) الذي حضّ الفرنكوفونيين على «إقامة بلاد قابلة للنجاح». وقال مخاطباً أنصاره ان «هذه النتائج رائعة» وتؤكد ان البلجيكيين اختاروا «التغيير» الذي اعتبر انه يكون بإصلاح في مؤسسات الدولة يمنح الفلاندر مزيداً من الاستقلالية.