أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز «أننا في برنامج رحلات ما بعد العمرة ننفذ رؤية وتعليمات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الذي يقود اليوم كل ما يحدث في المملكة من تحول سياسي واقتصادي واجتماعي مستقبلي، وهذا البرنامج بدأت فيه الهيئة منذ سنوات وأخذ وقتاً طويلاً في التداول، وكانت هناك بعض الإجراءات التي لم تكن مهيأة مثل تحويل التأشيرات من العمرة إلى السياحة بطريقة آلية وغيرها من الإجراءات التي تم اعتمادها وتوفيرها بالتعاون والتنسيق مع الجهات المشاركة في البرنامج». جاء ذلك في تصريح صحافي بعد إطلاقه أمس في مقر الهيئة بالرياض برنامج رحلات ما بعد العمرة الذي تنفذه الهيئة بالشراكة مع وزارات الداخلية والخارجية والحج، وذلك بحضور مساعد وزير الخارجية عضو مجلس ادارة الهيئة الأمير خالد بن سعود بن خالد، ووكيل وزارة الداخلية عضو مجلس ادارة الهيئة الدكتور أحمد بن محمد السالم، ووكيل وزارة الحج لشؤون العمرة عضو مجلس ادارة الهيئة الدكتور عيسى بن محمد رواس، والمدير العام للجوازات اللواء سليمان بن عبدالعزيز اليحيى، وعدد من المسؤولين في الجهات المشاركة في البرنامج. وأضاف: «يعد البرنامج أحد مسارات مبادرة «المملكة وجهة المسلمين» الذي تعمل الهيئة عليه بالتعاون مع عدد من الجهات، ونحن نريد أن يأتي المسلم إلى المملكة بلد الحرمين الشريفين ويجد فيها الراحة والاستقرار والاطمئنان والبهجة والسرور والمعاملة الحسنة، ولتصبح المملكة إضافة إلى كونها قبلة المسلمين، فإنه يجد فيها مطلبه بالتعرف على مواقع التاريخ الإسلامي وزيارة مناطق المملكة، والاستفادة من المعارض والمؤتمرات أو الأنشطة الاقتصادية أو التداول والتجارة بين الناس، وأن يتعرف ويعايش التنمية والأمن والاستقرار التي تنعم بها هذه البلاد، وهي في الوقت نفسه بلاد تنظر للمستقبل وتعمل له وتتطور في كل الاتجاهات، مع التزامها بالدين والقيم الإسلامية». وتابع الامير سلطان: «نحن اليوم في الهيئة نعمل وننفذ برامجنا وأنشطتنا بالتنسيق المباشر والعلاقة الوثيقة بالمشايخ والمفتي وهيئة كبار العلماء، ولا نربط هذه الأمور مجردة من تمسك أهل هذه البلاد بالدين الإسلامي وتمسكهم بكل التفاصيل التي لا تجعلنا نذهب بعيداً عما أسست عليه هذه الدولة وهو دين الإسلام والقيم الإسلامية العظيمة، فلذلك نحن ننظر إلى المملكة وجهة المسلمين كمبادرة فيها تحول كبير في علاقة المملكة بالمسلمين وارتباطهم بهذه البلاد لتكون في قلوبهم وأذهانهم وفتح أبوابها للمعتمرين ليقوموا بهذه الرحلات الثقافية أو العلاجية أو التعليمية أو التسويقية أو المتعلقة بالمعارض والمؤتمرات وتنبع من المسار نفسه الذي بدأت فيه هذه الدولة المباركة». وأكد أن إطلاق هذا البرنامج الوطني الكبير جاء بعد سنوات من العمل المضني والدراسات الدقيقة وفق مسار أقره مجلس إدارة الهيئة الذي تشارك فيه 13 جهة حكومية وعدد من المواطنين المعينين لذواتهم ويمثلون مناطق المملكة وتخصصات مختلفة، وبالتشاور مع كل الأطراف المحايدة والاستشارة بآراء المفتي وأعضاء هيئة كبار العلماء. واوضح أن البرنامج جاء أيضاً استجابة لطلبات المعتمرين الذين يتوقون لرؤية منبع الإسلام، والاطلاع على هذه البلاد وهي تلتزم وشعبها بهذا الدين قولاً وعملاً، كما يأتي البرنامج استجابة لرغبتنا جميعاً في أن الزائر لهذه البلاد يستمتع بها ويستفيد منها ويتوق لزيارتها مرة أخرى وتكون حاضرة في قلب وذهن المسلم. وأكد أن الهدف الرئيس من مبادرة المملكة وجهة المسلمين التي يعد برنامج رحلات ما بعد العمرة أحد مساراتها الرئيسة هو أن المملكة كما هي قبلة المسلمين فإننا نريدها أن تكون وجهة المسلمين». وأضاف: «ان هذا البرنامج لا ننظر إليه على أنه برنامج تسويقي او اقتصادي، بل الأهم أنه يتيح الفرصة للمسلمين بأن يتعرفوا على المملكة، خصوصاً تاريخ المسلمين وراعية شؤون المسلمين ومستقبلهم، نريد أن نكسب الزائر المسلم وأن يرتبط ببلادنا قلباً وعاطفة ومكاناً، وأن نعزز علاقاتنا مع شعوب الدول الإسلامية من خلال هذه الرحلات والزيارات». وتابع: «المسلمون يأتون من أصقاع الدنيا وقد وصلهم الإسلام ويتوقون لمعرفة المواقع التي انطلق منها الإسلام ومرت بها أحداث السيرة النبوية ومواقع التاريخ الإسلامي». واكد أن الإعداد لهذا البرنامج أخذ وقتاً طويلاً من تهيئة القطاعات التي لم تكن موجودة مثل منظمي الرحلات السياحية والادلاء السياحيين الذين عملنا على تأهيلهم وتطوير قدراتهم، كما تم استكمال جميع الترتيبات الأمنية والخدمية ليكون البرنامج مثمراً ولا يشكل عبئاً إضافياً على الأمن والخدمات التي تتشرف المملكة بتقديمها للحجاج والمعتمرين. من جهته، أشاد الأمير خالد بن سعود بن خالد ببرنامج رحلات ما بعد العمرة الذي يعد أحد البرامج الوطنية المهمة والذي يتميز بمشاركة عدد من الجهات فيه. وقال: «نحن في وزارة الخارجية اهتممنا كثيراً بهذا البرنامج، ومن أبرز الأسباب التي جعلتنا ندعمه ونستعجل في تنفيذه هي ما يصل الوزارة وممثلياتها في الدول من طلبات كثيرة من المعتمرين بأن يمكنوا من زيارة مناطق المملكة والاطلاع على مواقع التاريخ الإسلامي، والاطلاع على النهضة الحضارية في المملكة أو زيارة الأصدقاء أو حضور أنشطة أخرى، ووجدنا في هذا البرنامج المنظم فرصة لتحقيق هذه الطلبات وخدمة المعتمرين وبلادنا في آن واحد». بدوره، ثمن وكيل وزارة الداخلية عضو مجلس ادارة الهيئة الدكتور أحمد بن محمد السالم دعم الأمير سلطان بن سلمان ومتابعته الدقيقة والمستمرة للبرنامج، ناقلاً اهتمام ودعم ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز للبرنامج. وقال: «هذا البرنامج هو مثار للاعتزاز والفخر لكل المشاركين فيه، فهو يمثل فرصة فريدة للمعتمرين للاطلاع على المواقع التاريخية والحضارية في المملكة، وما تختزنه بلاد الحضارة والتاريخ من مواقع مميزة، ولا شك أن وزارة الداخلية ومسؤوليها يؤكدون دعمهم ومساندتهم لكل أعمال الهيئة التي حققت في زمن قياسي العديد من الإنجازات ونرى وجوداً لها في كل مكان، فقبل فترة لم نكن نسمع عن السياحة والآن مع وجود هذا الجهاز القوي تحققت الكثير من الإنجازات للسياحة والتراث الوطني».