شغل المأزق الذي مر به يوفنتوس خلال الموسم المنصرم عناوين الصحف والنشرات الاخبارية الرياضية في ايطاليا، لكن لم يع الايطاليون الا أخيراً حجم تأثير المشكلة التي اختبرها فريق "السيدة العجوز" على حظوظ منتخب "الازوري" في الاحتفاظ بلقبه بطلاً للعالم. يعتبر يوفنتوس أحد أكبر الفرق الإيطالية وأكثرها نجاحاً، وبالتالي لم يكن مفاجئاً ان يستدعي مدرب المنتخب مارتشيلو ليبي ثمانية لاعبين من "بيانكونيري" إلى التشكيلة الاولية للمونديال. والدليل الأبرز على حجم التمثيل والتأثير الذي يتركه يوفنتوس بمنتخب "الازوري" كان في المباراة التي جمعت الأخير مع بلغاريا (2-صفر) العام الماضي في التصفيات المؤهلة لنهائيات المونديال اذ تواجد سبعة لاعبين من "يوفي" في التشكيلة الاساسية، فيما جلس لاعب ثامن على مقاعد الاحتياط. هذه الاحصاءات تدل على الصلة التي تربط يوفنتوس بالمنتخب ومدربه ليبي الذي يعرف الفريق تماما كونه أشرف عليه في السابق، لكن ما كان يعتبر في السابق نقطة قوة بالنسبة للمنتخب أصبح الآن نقطة ضعف. الجميع يدرك أهمية الثقة التي يحتاجها أي لاعب للمشاركة في بطولة كبرى مثل كأس العالم، واهمية أن يكون في المستوى المطلوب، لكن هذين الأمرين تفتقدهما كتيبة يوفنتوس. فقد قدّم عملاق تورينو موسماً مخيباً للغاية وفشل حتى في الحصول على أحد المراكز الأربعة الأولى المؤهلة إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. وسيكتفي بالمشاركة في مسابقة الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" بعدما أنهى الموسم في المركز السابع الذي لا يؤهل صاحبه للمشاركة الأوروبية، إلا أن وصول إنتر ميلان بطل الدوري وروما وصيفه إلى نهائي مسابقة الكأس سمح ل"بيانكونيري" في أن يحجز مقعده الأوروبي لأن الأولين سيشاركان في دوري الأبطال. وكان يوفنتوس ودّع دوري الابطال بطريقة مذلة بعد خسارته في معقله وبين جماهيره أمام بايرن ميونيخ الالماني 1-4 في الجولة الأخيرة من الدور الأول، فتحول للمشاركة في "يوروبا ليغ" لكن الحال لم تكن أفضل اذ خرج على يدي فولهام الإنكليزي بعد خسارته 1-4 أيضا في لندن في الدور ربع النهائي، محطته الأخيرة أيضاً في مسابقة الكأس المحلية. وكل من شاهد المباريات التي خاضها يوفنتوس هذا الموسم يدرك السبب الذي يقف وراء هذه النتائج المخيبة للغاية، وهو متمثل بالدفاع المتواضع، ما يعني ان ما كان يعتبر نقطة قوة المنتخب الايطالي أصبح نقطة ضعف يوفنتوس، وهذا الأمر قد يترك ظلاله على مشاركة "آزوري" في جنوب أفريقيا 2010. وتظهر الاحصاءات أي مستوى وصل اليه دفاع يوفنتوس خلال الموسم المنصرم لان شباك الفرق اهتزت 56 مرة في 38 مباراة خاضها ضمن الدوري المحلي، ما يجعله صاحب خامس أسوأ دفاع في الدوري، وحتى إن شباكه تلقت أهدافاً أكثر من اتالانتا (53) الذي هبط الى الدرجة الثانية. ويشكل المستوى الدفاعي المتواضع الذي ظهر به يوفنتوس جرس انذار بالنسبة للمنتخب لأن ثلاثة من خطه الخلفي يلعبون مع "السيدة العجوز"، وهم الحارس جانلويجي بوفون وفابيو كانافارو وجورجيو كييليني. وكان يمكن أن يبلغ العدد أربعة لاعبين لو لم يقص ليبي الظهير الأيسر فابيو غروسو من التشكيلة الاولية. اما بالنسبة للاعبي يوفنتوس الاخرين في المنتخب، فهناك المهاجم فينشنزو ياكوينتا الذي لم يشارك أساسياً في الموسم المنصرم سوى في 11 مباراة في الدوري المحلي. ولا يختلف الوضع بالنسبة لزميله الجناح الأيمن ماورو كامورانيزي الذي لعب 14 مباراة فقط كأساسي، في حين أن كلاوديو ماركيزيو يفتقر الى الخبرة ولم يرتق حتى الآن إلى مستوى الطموحات والتوقعات. والمشكلة التي واجهت ليبي هي أن المدرب الفذ لم يجد البديل الذي في امكانه ان يرتقي إلى مستوى التحدي، فاذا ما نظرنا إلى خط الدفاع نجد أن هناك لاعبين يفتقرون إلى الخبرة والاحتكاك مثل ماتيو كاساني (باليرمو) وسالفاتوري بوكيتي (جنوى) وليوناردو بونوتشي (باري)، المفترض أن يكونوا بدلاء لكانافارو وكييليني في قلب الدفاع. ولم يلعب هذا الثلاثي أي مباراة مع "الازوري" في مسابقة رسمية حتى الآن، وهو يملك في سجله الدولي حفنة من المباريات الودية. كما لا يملك ليبي أي بديل طبيعي لكامورانيزي في الجهة اليمنى والأمر ذاته ينطبق على ياكوينتا بعدما استبعد لوكا توني عن التشكيلة. ووضعت هذه المعطيات ليبي امام خيارين بالنسبة للمونديال، أما أن يحافظ على كتيبة يوفنتوس المخضرمة والمنهكة أو يغامر بخوض العرس الكروي بتشكيلة يهيمن عليها عامل الافتقاد إلى الخبرة.