كابول، قندهار، واشنطن - ا ف ب، رويترز - زار الرئيس الافغاني حميد كارزاي قندهار برفقة قائد القوات الدولية الجنرال ستانلي ماكريستال للتحدث مع الزعماء القبليين عن الهجوم الجاري ضد «طالبان». والتقى كارزاي خمسين زعيماً قبلياً ودينياً بحضور 500 من سكان قندهار. واعلن تدابير في اطار «عملية الاستقرار» التي تنفذها القوات الافغانية والدولية في قندهار. وتأتي زيارة كارزاي لقندهار الثانية في شهر، بعد اعتداء انتحاري ارتكب الاربعاء اثناء حفلة زواج في ولاية قندهار، ما اسفر عن سقوط 50 قتيلا و87 جريحاً. وتنتشر قوات الحلف الاطلسي والقوات الافغانية في قندهار منذ بضعة اسابيع مع بدء هجوم يهدف الى بسط سلطة كابول في المدينة والولاية. لكن الجنرال ماكريستال اعلن ان الهجوم يجري «بشكل ابطأ» مما كان متوقعاً. في غضون ذلك، قررت الحكومة البريطانية عزل رئيس أركان الدفاع المارشال جوك ستيراب في إطار سعيها لمعالجة الإخفاقات في مهمة قواتها في أفغانستان. وأبلغ وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس صحيفة «ذي صنداي تايمز» أن المارشال ستيراب «سيقدم استقالته في الخريف المقبل قبل نهاية مدة خدمته، إلى جانب وكيل وزارة الدفاع بيل جيفري». وقال فوكس «إن ستيراب وجيفري، اللذين ينتميان إلى الحكومة العمالية السابقة، سيتم ابدالهما في ختام مراجعة الإستراتيجية الدفاعية التي تجريها وزارة الدفاع، انطلاقاً من رغبته في وضع أفضل الناس في الوظائف المناسبة». وأضاف وزير الدفاع البريطاني «علينا أن نكون قادرين على الحفاظ على الثقة الكاملة للناس الذين يعملون معنا ولأسباب ليس أقلها أن قواتنا تخوض صراعاً مسلحاً خطيراً جداً»، في أفغانستان. وأشارت الصحيفة إلى أن المارشال ستيراب تعرض لانتقادات لعدم قيامه بفعل ما يكفي لدعم القوات البريطانية في أفغانستان، واتهمه منتقدون بالفشل في التحكم بسير مهمة القوات البريطانية في أفغانستان، حيث وصلت حصيلة قتلاها إلى 295 جندياً حتى الآن بالمقارنة مع 255 جندياً في حرب الفوكلاند. على صعيد آخر، افاد تقرير في لندن بأن الاستخبارات العسكرية الباكستانية لا تمول وتدرب مقاتلي «طالبان» في أفغانستان وحسب، لكنها ممثلة رسمياً ايضاً في مجلس قيادة الحركة، مما يعطيها تأثيراً كبيراً في القرار. وأضاف التقرير الذي نشرته «كلية الاقتصاد في لندن» وهي مؤسسة بريطانية بارزة امس، أن البحث يشير بقوة الى أن دعم «طالبان» هو «السياسة الرسمية» لوكالة الاستخبارات العسكرية الباكستانية. وعلى رغم الاشتباه منذ فترة طويلة بوجود صلات بين الاستخبارات العسكرية والإسلاميين المتشددين فإن نتائج التقرير الذي افيد بأن اثنين من مسؤولي الأمن الغربيين البارزين أيداه، يمكن أن يثير مزيداً من المخاوف في الغرب في شأن التزام باكستان بالمساعدة في إنهاء الحرب في أفغانستان. كما اشار التقرير الى أنباء عن زيارة الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري لسجناء من العناصر البارزة في «طالبان» في باكستان هذا العام حيث يعتقد أنه وعد بالإفراج عنهم وتقديم المساعدة في عمليات المتشددين مما يشير الى أن الدعم للحركة «يحظى بموافقة الحكومة المدنية الباكستانية على أعلى مستوى». مكافحة الفساد أولوية من جهة أخرى، كشف مسؤولون أميركيون ان شبكات الاستخبارات العسكرية الأميركية في أفغانستان المعدّة أساساً لتحديد الإرهابيين والمتمردين وملاحقتهم، تركز على الكشف عن الفساد المستشري في الحكومة الأفغانية والقوات المسلحة والشركات المتعاقدة معها. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين بارزين ان المسؤولين الاستخباراتيين العسكريين يدرسون وثائق تم العثور عليها ويحللون أقوال مقاتلين وعناصر مناصرة لهم ليس بهدف معرفة معلومات عن شبكات المتمردين التي تخطط لهجمات فحسب بل هم يبحثون عن خيوط لمكافحة الفساد في الإدارة الأفغانية. ويعتبر الأميركيون الفساد في الحكومة الأفغانية والمؤسسات التابعة لها حجر عثرة في وجه بناء حكومة فعالة وقادرة تحظى بتأييد الشعب الأفغاني. وأوضحت الصحيفة ان الحملة العسكرية الجديدة لمكافحة الفساد هي عمل مشترك بين قوات حفظ القانون الأفغانية والقضاء، إلاّ ان الصحيفة اشارت الى ان البعض في أفغانستان بينهم أحد مساعدي كارزاي السابقين يعتبرون ان الرئيس شخصياً لا يحظى بثقة الولاياتالمتحدة وقد وقع اتفاقه الخاص مع «طالبان». وأشارت إلى ان الهدف الأساسي من الإستراتيجية الأميركية في أفغانستان هي الفوز بقلوب وعقول الأفغان وتحقيق هذا الهدف يحتاج إلى إقناع الشعب الأفغاني بدعم الحكومة المركزية في كابول وعدم تأييد حكومات الظل «الطالبانية» في العديد من المناطق.