رأى الرئيس السابق للحكومة اللبنانية عمر كرامي أن «الأجواء العامة تثبت أن الناس لن تنتخب «مثل ما هي» ولا أحد سيتقيد بقائمة معينة». وقال كرامي خلال رعايته العشاء السنوي لقطاع الحقوقيين في حزب «التحرر العربي» في مطعم الفيصل في القلمون - طرابلس: «نحن أمام استحقاق اساسي في حياتنا السياسية وهو الاستحقاق الانتخابي، فالانتخابات هي محطة للمساءلة وللمراجعة وللنظر الى المستقبل بالعيون الثاقبة، بخاصة أن كل أوكار الدبابير أطلقت من عنانها، لا سيما في كل وسائل الإعلام حتى بات يختلط على المواطن ما هو الصح وما هو الخطأ». ورأى كرامي أن «نظامنا السياسي أصبح مترهلاً بالشكل الذي لم يعد ينفع معه أي علاج ولا بد من عملية جراحية كبيرة تستأصل كل الأورام والخبائث من أجل أن نبني لبنان الجديد القائم على الحق والعدالة، لبنان الذي يجب أن يليق بهذا الشعب المثقف والمسيّس ولا يجوز أن نستمر بهذا الصراع الطائفي والمذهبي والعشائري الذي هو دائماً لا يكون إلا على حساب المصلحة العامة». وأضاف: «نظامنا القائم على الطائفية وأخيراً على المذهبية ثبت فشله، ولم نستطع أن نبني دولة القانون والمؤسسات، لذلك لا بد من أن نعمل على تغيير هذا النظام على رغم كل العقبات وعلى رغم معرفتنا بحجم الطائفيين والمذهبيين الذين يعيشون ويتعيشون من وراء هذا النظام ونعرف فاعلياتهم وتأثيرهم في تعطيل كل الحلول الاصلاحية، وطبعاً نحن نفاخر بأن نظامنا ديموقراطي وأساسه رأي الشعب الذي يدلي به كل أربع سنوات من خلال الانتخابات النيابية». وتابع كرامي: «أمام هذا الاستحقاق نكرر دعوتنا الطبقات المثقفة وهي جزء من الطبقة التي نسميها بالطبقة الوسطى والبعض منها الطبقة الصامتة، الى النزول الى صناديق الاقتراع وأن تنتخب بعد الاقتناع بما هو لمصلحة لبنان، فالمحاسبة آن أوانها وكل ما نعانيه هو بسبب عدم المحاسبة». واعتبر كرامي أن «لائحة التضامن، هي مجموعة من التناقضات»، معدداً حاجات طرابلس الانمائية. وقال: «انا من جهتي اعتبرت أن المركز النيابي آخر همي، وهذا صدقاً وشرفاً، ولكن الطريقة التي أُلفت فيها لائحة التضامن تمس بكرامة هذه المدينة وبكرامة كل طرابلسي، لأنه فرض من فرض وبخاصة من خارج نسيج هذه المدينة، يمكن تآمراً أو تواطؤاً حتى على المرشح المسكين، لكن نحن نعرف مدى حساسية هذه المدينة وأنه لا يمكن أن تستمر هذه الأساليب». من ناحية ثانية، أطلق النائب مصباح الأحدب حملته الانتخابيه تحت شعار «الرقم اللبناني» في مهرجان جماهيري حاشد اقيم في مقهى الروضة في طرابلس، في حضور رئيس «حركة التجدد الديموقراطي» الوزير نسيب لحود، الذي رأى فيها أن «هذه الانتخابات ليست مثالية وحصل فيها الكثير من الأخطاء، انما هي انتخابات مفصلية لأن المرحلة التي يمر بها لبنان مفصلية والتحديات التي نواجهها مفصلية، فالتحدي الأساسي ما زال هو نفسه منذ 2005». واعتبر أن «الانتخابات المفصلية تستحق رجلاً من وزن مصباح الأحدب. هذه المدينة تستحق رجلاً شجاعاً صلباً وشريفاً كمصباح الأحدب، ومصباح الأحدب يستحق اصوات طرابلس وأهل طرابلس الشرفاء الطيبين». ثم تحدث الأحدب فشدد على أن «طرابلس لن تساوم، لن تنصاع، لن تركع ولن تنسى، وأن مصباح الأحدب، باسمكم ومعكم ومن اجل كل ذلك سيستمر في المقاومة، والصمود والوقوف معكم وإلى جانبكم بالأيام الحلوة والأوقات المرة وما أكثرها». وقال: «نحن هنا مع شرفاء طرابلس لنقف في وجه مكيدة جديدة، ولن نسمح لمن صعد مع نظام الوصاية السورية وصال وجال باسمها أن يعود ثانية ليصول ويجول باسم التضامن والوفاق. لن يأخذوا منا بثوب الخديعة الجديد ما فقدوه بثوبهم البالي القديم. ولن تسمح طرابلس لهم اليوم، كما لم تسمح بالأمس، ان يكونوا ثغرة في جدار صمودها، تعود منها وصاية متخفية، عجزت ان تبقى من دون قناع». وأضاف: «سندحر مخططاتهم وسنبقى مع طرابلس وأهلها على ثباتنا من أجل حماية السلم الأهلي وقيام الدولة القوية، دولة الحق التي تصون الحريات والاقتصاد المنتج، الدولة القوية التي لا يعلو فوق صوتها أي صوت من أي جهة أتى، الدولة القوية بالمساواة بين أبنائها».