بكى مشجعون أمام هواتفهم الذكية، واعتقد اللاعبون أنهم يشاهدون فيلماً ملحمياً، عندما تعملق المخضرم فرانشيسكو توتي وقاد فريقه روما إلى فوز متأخر على تورينو (3-2)، الأربعاء في الدوري الإيطالي لكرة القدم. كان روما متأخراً (2-1) قبل أربع دقائق على نهاية المباراة، بهدفين لاندريا بيلوتي من ركلة جزاء في الشوط الأول والفنزويلي جوزيف مارتينيز قبل 10 دقائق على انتهاء المباراة، في مقابل هدف اليوناني كوستاس مانولاس. لكن أسطورة النادي توتي (39 عاماً)، الذي تبخرت حظوظ تمديد عقده سنة إضافية بسبب توتر علاقته مع الإدارة ومدربه لوتشانو سباليتي، أذهل الملعب الأولمبي في العاصمة بما خبأه لنهاية الفيلم المشوق. بعد 23 ثانية من دخوله في الدقيقة 86 بديلاً للمالي سيدو كيتا، زحف توتي على القائم البعيد ليلاقي عرضية البوسني ميراليم بيانيتش من ضربة حرة ويزرعها في شباك الحارس دانييلي باديلي. فعادل الأرقام قبل أربع دقائق على النهاية، على رغم اعتراف سباليتي بأن الخطة لم تفترض السيناريو نفسه: «كنت آمل بأن يسدد توتي الركلة الحرة لأنه جيد في تنفيذها. بدلاً من ذلك رأيته يجري بين المدافعين ويسحق الكرة في الشباك». وأضاف سباليتي، الذي أشرف على روما للمرة الأولى بين 2005 و2009: «الهدير في الملعب كان مذهلاً». وعندما حصل روما على ركلة جزاء بعد ثلاث دقائق للمسة يد مشكوك فيها، كان هناك شخص وحيد ليسددها: توتي. وعلى رغم لمس الحارس باديلي الكرة، إلا أن تسديدة توتي عرفت طريق الشباك، فاشتعلت المدرجات المعتادة رؤية «ملكها» متذمراً على مقاعد البدلاء هذا الموسم. بثلاثة أهداف فقط هذا الموسم، رفع توتي رصيده إلى 303 أهداف مع روما، بينها 247 مباراة في الدوري، بفارق 28 هدفاً عن صاحب الرقم القياسي سيلفيو بيولا (274). تجمهر لاعبو الذئاب حول «العجوز» توتي، وشوهد جمهور «جالوروسي» يحتفل بطريقة جنونية متأثراً بنجاح قدوته، ويقوم بتصويره عبر هوافته الذكية. وقال لاعب الوسط اليساندرو فلورنتسي لقناة «بريميوم سبورت»: «لا أعرف كيف أصف ذلك، لكنه كان بمثابة نهاية فيلم ملحمي».