سيول - أ ف ب، رويترز - هددت كوريا الشمالية أمس، بتدمير مكبرات الصوت التي نصبها الكوريون الجنوبيون في 11 موقعاً على طول الحدود لاستئناف الدعاية المعادية لكوريا الشمالية، بعد ست سنوات من توقفها، وذلك إثر اتهام الاخيرة بإغراق البارجة الكورية الجنوبية في 26 آذار (مارس) الماضي، ما اسفر عن مقتل 46 بحاراً. وأورد بيان عسكري للشمال أن «القوات المسلحة الثورية ستشن ضربة عسكرية شاملة للقضاء على معدّات الحرب النفسية التي يشنها الجنوب». وأضاف: «يجب ان يفهم الجنوب بوضوح ان الرد العسكري الكوري الشمالي سيكون ضربة بلا رحمة تشمل حتى تحويل سيول معقل مجموعة الخونة، الى بحر من اللهب». وتشهد العلاقات بين الكوريتين توتراً كبيراً بعدما افاد تحقيق بأن غواصة كورية شمالية قصفت بطوربيد بارجة كورية جنوبية قرب الحدود البحرية في البحر الاصفر. ونفت بيونغ يانغ بشدة مسؤوليتها عن الحادث، معلنة ان قرار كوريا الجنوبية يعتبر بمثابة «اعلان حرب مباشرة وينتهك في شكل فاضح اعلان السلام والمصالحة الذي وقعته الكوريتان عام 2000». ووصف البيان مكبرات الصوت على الحدود بأنها «عمل استفزازي قبيح يمس بكرامة كوريا الشمالية ومصالحها العليا»، علماً ان الجنوب الذي يخطط ايضاً لاستخدام وسائل دعائية الكترونية اشار الى ان استئناف البث عبر المكبرات سيحتاج الى بعض الوقت، ما شكل محاولة لتجنب تأجيج التوتر. وكانت كوريا الشمالية حذرت الاسبوع الماضي من اجراءات «لا رحمة فيها» ضد الجنوب بعد احالة الاخير ملف البارجة على مجلس الامن لفرض عقوبات على بيونغيانغ. وحذر ناطق باسم اللجنة الدفاعية الوطنية التي تتمتع بنفوذ كبير ويرأسها الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ ايل الاممالمتحدة من «عواقب جدية على السلام اذا ناقشت القضية، قبل ان يطلع محققون كوريون شماليون على الادلة»، علماً ان بيونغيانغ تتهم واشنطن وسيول بشن حملة لتشويه سمعتها وتزوير ادلة على تورطها، وتعتبر ان الاجراءات الانتقامية التي اعلنها الجنوب وبينها تعليق التجارة، يمكن ان تتسبب بحرب. وهزت زيادة التوتر بين الكوريتين وتبادل التصريحات النارية اسواق المال في سيول، ودفعت المستثمرين الاجانب المتوترين فعلياً من ازمة الديون في اوروبا الى تسييل اصولهم في كوريا الجنوبية. وتؤكد كوريا الجنوبية قدرتها على احتواء اي عمل عسكري من جانب الشمال. ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء عن مسؤولين في قيادة الاركان المشتركة لكوريا الجنوبية قولهم انه «لم يجر رصد تحركات غير معتادة على طول الحدود».