هدم الجيش الإسرائيلي منزل فتى فلسطيني قتل مستوطنة إسرائيلية طعناً في الضفة الغربيةالمحتلة، وأعلنت الشرطة الإسرائيلية اعتقال خلية «متطرفة وعنيفة» من مستوطنين نفذت هجمات ضد الفلسطينيين في الضفة، فيما تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب تضامناً مع الجندي الإسرائيلي إيلور عزريا الذي قتل فلسطينياً جريحاً بإطلاق رصاصة على رأسه في الخليل. وأعلن الجيش الإسرائيلي هدم منزل الفتى حسين أبو غوش (17 عاماً) الواقع في مبنى سكني في مخيم قلنديا للاجئين قرب القدس، ليل الثلثاء الأربعاء، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين شبان فلسطينيين والجنود الإسرائيليين. وقال سكان من المخيم إن عائلة أبو غوش غادرت المنزل منذ شهر. وكان أبو غوش قام مع صديقه إبراهيم علان بطعن امرأتين في 25 من كانون الثاني الماضي بعد أن تسللا إلى داخل مستوطنة بيت حورون في الضفة الغربيةالمحتلة، ما أدى إلى مقتل إحداهما. وقتل الفلسطينيان برصاص قوات الأمن الإسرائيلية. إلى ذلك، أعلنت الشرطة الإسرائيلية في بيان الأربعاء أن جهاز الأمن الداخلي (الشين بيت) كشف خلية «متطرفة وعنيفة» مؤلفة من مستوطنين نفذت هجمات ضد الفلسطينيين في شمال الضفة. وأوضح البيان أن الخلية مؤلفة من ستة أعضاء، منهم جندي وقاصران اثنان يشتبه في قيامهم بمهاجمة منازل فلسطينيين باستخدام زجاجات حارقة وغاز مسيل للدموع، وإحراق سيارات فلسطينية. وغالبية أعضاء الخلية من مستوطنة «نحليئيل» شمال غربي رام الله، حيث نفذوا هجماتهم. وأوضح البيان أن المشتبه فيهم الذين سيتم توجيه تهم اليهم في الأيام المقبلة، اعترفوا بأفعالهم وأقدموا على إعادة تمثيل بعضها. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ألقى أفراد الخلية زجاجات حارقة على منزل عائلة فلسطينية كانت نائمة في قرية المزرعة القبلية قرب رام الله. وذكرت الشرطة أنه «تم تفادي الكارثة بمعجزة» عندما وقعت إحدى الزجاجات الحارقة خارج النافذة. وفي كانون الأول (ديسمبر) الماضي، هاجم المشتبه فيهم ليلاً منزل فلسطيني آخر في قرية بيتللو، مطلقين قنابل غاز مسيل للدموع. وأوضح البيان أن «الوالد استيقظ بسبب الضجيج، وشعر بصعوبة في التنفس (...) وأخرج زوجته وطفله فوراً من المنزل». وخطت كتابات معادية للعرب باللغة العبرية على جدران المنزلين. وقالت الشرطة إن «إعادة تمثيل الوقائع واعترافات المشتبه بهم تسلط الضوء على تنظيم متطرف وعنيف يهاجم بشكل منهجي الفلسطينيين وممتلكاتهم، و(يعلم) أن هذا قد يعرض حياتهم للخطر، حتى بعد ما حدث في حريق المنزل في دوما». وكان متطرفون يهود أضرموا النار في منزل عائلة سعد دوابشة في 31 من تموز (يوليو) الماضي في قرية دوما قرب نابلس شمال الضفة الغربيةالمحتلة. وأسفر الحريق عن استشهاد الرضيع علي دوابشة (18 شهراً)، وإصابة سعد وريهام بحروق بالغة سرعان ما فارقا الحياة بعدها. وكان القضاء وجه في كانون الثاني الماضي التهم إلى عميرام بن أوليل (21 عاماً) المتحدر من مستوطنة «شيلو» الواقعة في شمال الضفة الغربيةالمحتلة، وإلى فتى في ال17 من العمر تهمة التآمر لقتل عائلة دوابشة في قرية دوما. في غضون ذلك، تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مساء الثلثاء تضامناً مع الجندي إيلور عزريا الذي وجهت إليه محكمة عسكرية تهمة القتل غير العمد بعدما أجهز على فلسطيني جريح بإطلاق رصاصة على رأسه في الخليل في جنوبالضفة الغربيةالمحتلة. وقالت نافا بويكر النائب عن حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أثناء مشاركتها في التظاهرة، أن الجندي عزريا أصبح «كبش فداء». وكانت محكمة عسكرية وجهت الإثنين تهمة القتل غير العمد إلى السرجنت عزريا (19 عاماً) الذي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والفرنسية، وذلك لإقدامه في 24 آذار (مارس) على إطلاق رصاصة على رأس المهاجم الفلسطيني من دون أن يكون لفعلته «أي مبرر عملاني إذ كان الإرهابي مصاباً على الأرض ولا يشكل أي خطر». ووفق اللائحة الاتهامية، فإن ما أقدم عليه عزريا «أدى بصورة غير قانونية إلى مقتل عبد الفتاح الشريف». وبموجب القانون الإسرائيلي، فان القتل غير العمد يعني القتل بنية لكن من دون سبق إصرار وترصد. وندد المدافعون عن حقوق الإنسان بما اعتبروه «إعداماً ميدانياً»، بينما وصف الفلسطينيون ما حصل بأنه «جريمة حرب». وكانت قيادة الجيش الإسرائيلي دانت تصرف عزريا وأكد وزير الدفاع موشيه يعالون أنه سيتم التعامل مع الحادث «بأقصى درجات الشدة». بالمقابل ندد مسؤولون من اليمين المتطرف وعائلة الجندي بطريقة التعامل مع عزريا، مؤكدين أنه لن يحظى بمحاكمة عادلة. لكن نتانياهو أكد الثلثاء أنه «واثق من أن المحكمة ستأخذ بعين الاعتبار جميع الظروف المتعلقة بالحادث». وأضاف «جنودنا ليسوا قتلة. إنهم يتعاملون مع قتلة، وآمل في أن يتم إيجاد طريقة لتحقيق التوازن بين الفعل والسياق العام» للحادث.