قالت الصين اليوم (الثلثاء) إن إنتاجها من الصلب سجل مستوى قياسياً مرتفعاً الشهر الماضي، إذ شجع ارتفاع الأسعار والأرباح المصانع التي أغلقت أو علقت نشاطها على استئناف الإنتاج، وذلك على رغم الضغوط التي تتعرض لها بكين لكبح الإنتاج وتخفيف تخمة المعروض العالمي. وقالت رابطة صناعة الحديد والصلب الصينية إن إنتاج آذار (مارس) بلغ 70.65 مليون طن، ما يعني 834 مليون طن على أساس سنوي. وتوقع المتعاملون والمحللون مزيداً من الزيادة في نيسان (أبريل) وأيار (مايو). وتأتي البيانات في وقت فشلت فيه كبرى الدول المنتجة للصلب في الاتفاق على إجراءات لمعالجة أزمة بالقطاع، في ظل تباين وجهات النظر في خصوص أسباب الطاقة الإنتاجية الفائضة. وخلص اجتماع لوزراء ومسؤولي التجارة من أكثر من 30 دولة استضافته بلجيكا ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أمس، إلى ضرورة التعامل مع فائض الطاقة على نحو سريع وهيكلي. وتشير واشنطن بأصابع الاتهام إلى الصين قائلة إن «على بكين تقليص فائض الطاقة الإنتاجية أو مواجهة إجراءات تجارية من الدول الأخرى». وقالت وزيرة التجارة الأميركية بيني بريتزكر والممثل التجاري للولايات المتحدة مايكل فرومان في بيان إنه «ما لم تبدأ الصين في اتخاذ خطوات سريعة وملموسة لتقليص إنتاجها وطاقتها الزائدين على الحاجة، فإن المشكلات الهيكلية الأساسية في الصناعة ستستمر ولن يكون أمام الحكومات الواقعة تحت ذلك التأثير - بما فيها الولاياتالمتحدة - من خيار سوى أخذ إجراء تجاري لتفادي إلحاق الضرر بصناعاتها المحلية وعمالها». وقال الناطق باسم وزارة التجارة الصينية شين دان يانغ للصحافيين اليوم عندما سئل عن الخطوات التي قد تتخذها الحكومة الصينية إثر فشل المحادثات إن «بكين قامت بالفعل بما يكفي وزيادة. ماذا تريدون منا أكثر من ذلك؟». وأضاف أن «الصلب غذاء الصناعة وغذاء التنمية الاقتصادية. المشكلة الرئيسة حالياً تكمن في أن الدول التي في حاجة إلى الغذاء شهيتها ضعيفة ولذا يبدو كما لو أن الغذاء أكثر من اللازم». وقالت رابطة الحديد والصلب في تقرير شهري إن موجة صعود أسعار الصلب في الصين أخيراً - زادت 42 في المئة هذا العام - غير قابلة للاستمرار في ضوء ارتفاع الإنتاج، وحذرت من أن تنامي الحماية التجارية في جنوب شرقي آسيا وأوروبا سيزيد صعوبة تصدير الصلب. وتقول منظمة التعاون الاقتصادي إن طاقة صناعة الصلب العالمية بلغت 2.37 بليون طن في 2015، لكن النسبة المستغلة لا تزيد على 67.5 في المئة بسبب تراجع الإنتاج انخفاضاً من 70.9 في المئة في 2014.