واصلت وفود رسمية وشعبية من داخل سورية وخارجها زيارة ضريح الرئيس الراحل حافظ الأسد في مسقط رأسه في مدينة القرداحة الساحلية لمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لرحيله. وكان بين الزائرين نائبا الرئيس فاروق الشرع ونجاح العطار وكبار المسؤولين في حزب «البعث» الحاكم ورئيس مجلس الشعب (البرلمان) محمود الأبرش ورئيس الحكومة محمد ناجي عطري، إضافة إلى المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة الدكتورة بثينة شعبان ووزير الدفاع العماد علي حبيب الذي وضع إكليلاً من الزهور على الضريح باسم الفريق بشار الأسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة. وبثت «الوكالة السورية للأنباء» (سانا) أمس أن «سورية وهي تستذكر تاريخ هذا القائد العظيم الحافل بالأعمال العظيمة والراسخة تسير بخطى واثقة وتتعزز مكانة ودوراً في إطار رؤية استراتيجية بعيدة المدى بقيادة الرئيس بشار الأسد على جميع المستويات والصعد، وعينها تزداد تركيزاً على مزيد من الإنجازات الوطنية عبر سياسات اجتماعية واقتصادية تنموية تواجه التحديات الجديدة وأكثر تركيزاً أيضاً على استعادة الحقوق والأراضي العربية المحتلة وما تشهده المنطقة من تحولات مهمة لمصلحة شعوبها، كان لسياسة سورية الدور المهم في تحقيقها وإنتاجها خلال مرحلة قياسية مقارنة بالوضع الذي كانت تعيشه قبل سبع سنوات». ونقلت وسائل إعلام محلية عن شعبان حديثها عن «الرؤية السياسية البعيدة المدى» التي كان يتمتع بها الرئيس الراحل. وذكرت بعض الأمثلة على ذلك مثل موقفه من الحرب العراقية - الإيرانية في الثمانينات واحتلال الكويت، كما أشارت إلى «موقفه المعارض لاتفاق كامب ديفيد الذي أخرج مصر من الصراع العربي - الإسرائيلي، واعتبرها مصيبة كبرى للعرب، وانه كان يشعر بخطورة أعمال (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين، ليس فقط على العراق وشعبه بل على المنطقة ككل فحرر له رسالة أكد فيها وقوف سورية إلى جانب العراق ضد أي عدوان وطلب منه الانسحاب من الكويت، إلا أنه لم يتلقَ رداً على هذه الرسالة». وزادت أن «الرئيس الراحل كان دائماً يحاول أن يقنع العرب بأن قوتنا في وحدتنا، وله قول شهير: كل ما يوحدنا هو صحيح وكل ما يفرقنا هو خطأ»، كما تطرقت إلى «الحياة الشخصية للرئيس الراحل وتواضعه الشديد»، مشيرة إلى أنه «كان قارئاً متميزاً ومتابعاً ممتازاً ومتواضعاً في حياته». من جهته، قال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد إن الرئيس الراحل «وضع الأساس لتطور سورية الحديثة ودورها الفاعل في المنطقة». وزاد في محاضرة ألقاها في طرطوس غرب البلاد أن «أولى المهمات التي طرحها هي إعادة توحيد الصف العربي وإعادة ترميم وضع الأمة العربية منطلقاً من إيمانه بأن حزب البعث العربي الاشتراكي يؤمن برسالة حضارية وأمة واحدة»، موضحاً أن «قضية التضامن العربي من المسائل الأساسية والهواجس التي وضعها هدفاً له على طريق جمع مستلزمات صمود الأمة بدل الخلافات التي كانت تعصف بها وكل الخلفيات التي تساهم في النيل من تكوين جبهة موحدة للعرب جميعاً». وأضاف: «كنا وما زلنا نعمل على أن تكون هذه الخلافات هامشية إذا وضعنا الهدف الأساس (على رأس الأولويات) وهو الوقوف في وجه إسرائيل الراغبة بالهيمنة على المنطقة، إضافة إلى أهمية المصلحة القومية العليا التي تحدد الأهداف السياسية والاستراتيجية لدور سورية والتمسك بالمبادئ وعدم التفريط بها أو بالأرض أو بمصالح الوطن الكبير». ونقلت وسائل إعلام محلية عن المقداد قوله ان السنوات العشر الماضية «سنوات مميزة في تاريخ سورية الحديث وفي تاريخ المنطقة، إذ تابعنا فيها بكل فخر واعتزاز مزيداً من الإنجازات أضاف من خلالها الرئيس بشار الأسد بعداً جديداً إلى الانجازات والخطوط التي رسمها القائد حافظ الأسد وأصبح شعار التجديد والتحديث واحداً من الجوانب الرئيسة والأساسية في حياة شعبنا»، مشيراً إلى «صمود سورية في وجه الضغوط الدولية والاقليمية وصوابية المواقف السورية من مختلف القضايا العربية والدولية». وبعدما قال إن العلاقات الخارجية «صفحة ناصعة يقودها ويوجهها الرئيس الأسد لما فيه مصلحة سورية والأمة العربية»، أشار المقداد إلى «أهمية العلاقات السورية - الإيرانية المشتركة التي تصب في صلب المصالح السورية ومصالح الأمة العربية»، والى «أهمية العلاقات السورية - التركية التي تزداد عمقاً يوماً بعد يوم»، وإلى العلاقات السورية - اللبنانية التي «تخدم مصلحة الأمة العربية وقضاياها المصيرية».