عاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى المنطقة مساء أمس في زيارة مفاجئة لإسرائيل والأراضي الفلسطينية قد تؤشر إلى وجود حلحلة في الاتصالات الأميركية الجارية مع الطرفين من أجل تمديد المفاوضات. وعلمت «الحياة» أن كيري يعمل على التوصل إلى «حل وسط» يقوم على وقف إصدار عطاءات بناء استيطانية خلال فترة المفاوضات وإطلاق الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو ومعها 500 أسير آخرين. واعتبرت مصادر ديبلوماسية غربية ل «الحياة»، أن الصفقة ممكنة، وذكرت أن الجانب الفلسطيني طالب أولاً بإطلاق الدفعة الرابعة التي تضم 30 أسيراً، بينهم 14 من فلسطينيي الداخل من حملة الهوية الإسرائيلية، وتجميد الاستيطان، وإطلاق ألف أسير كان رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت تعهد إطلاقهم وحدد مواصفاتهم على النحو التالي: كبار السن والمرضى والنساء والقادة السياسيون الثلاثة مروان البرغوثي وأحمد سعدات وفؤاد الشوبكي. وأضافت أن الجانب الإسرائيلي طلب موافقة الفلسطينيين على تمديد المفاوضات حتى نهاية العام في مقابل إطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى، يضاف إليها 400 أسير آخرين ستحدد إسرائيل هويتهم، كما طالب الإدارة الأميركية بإطلاق الجاسوس الأميركي الإسرائيلي جوناثان بولارد من سجونها. وقالت المصادر إن الجانب الأميركي يحاول التوصل الى «حل وسط» يقوم على وقف إصدار عطاءات بناء استيطانية جديدة أثناء المفاوضات، وإطلاق 500 أسير وفق مواصفات معينة. في هذه الأثناء، كشف مسؤول فلسطيني في رام الله لوكالة «فرانس برس»، أن إسرائيل قدمت عرضاً «رفضه الجانب الفلسطيني»، مشيراً إلى أنه تضمن «إطلاق 420 أسيراً تختارهم إسرائيل ولم تصدر بحقهم أحكام مشددة، ولا يتضمن إطلاق الأسرى المرضى والقادة، ومنهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات والأطفال والنساء». وأضاف أن «العرض يتضمن تجميداً جزئياً للاستيطان في الضفة الغربية من دون القدس، مع استمرار البناء للعطاءات التي طرحت سابقاً». وأوضح أن العرض الإسرائيلي يهدف إلى «استمرار المفاوضات إلى ما لا نهاية من دون نتائج في موازاة استمرار الاستيطان». وأكد أن الجانب الفلسطيني «أصر على ضرورة إطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى، على أن يعود جميعهم إلى منازلهم». وفي إسرائيل، أكدت تقارير صحافية أن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو بات يدرس احتمال الموافقة على نوع من تجميد البناء في المستوطنات على الإفراج عن دفعة خامسة من الأسرى حيال المعارضة المتزايدة داخل الحكومة والرأي العام، خصوصاً الأسرى من مناطق ال 1948 (فلسطينيو الداخل). وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن بين الخيارات التي يدرسها نتانياهو الإفراج عن أسرى «لا يعارض شاباك الإفراج عنهم، وليسوا ممن ارتكبوا عمليات قتل إسرائيليين»، وأن تقرر إسرائيل بنفسها هوية المفرج عنهم، أو ترحيل «الأسرى الخطيرين» إلى دول عربية حتى انتهاء محكوميتهم بالسجن، أو الإفراج عن أسرى مقدسيين تعتبرهم إسرائيل «أسرى الداخل» بدلاً من أسرى ال 1948. واضافت أن نتانياهو يفحص خياراً آخر يقضي بقبوله الضمني تجميد البناء في مستوطنات صغيرة خارج الكتل الاستيطانية الكبرى من دون الإعلان عن ذلك، بدلاً من الإفراج عن دفعة جديدة من الأسرى.