دعت المديرة العامة لمنظمة «يونيسكو» ايرينا بوكوفا اليوم (الإثنين) الدول الأعضاء في هذه المنظمة التابعة للأمم المتحدة إلى التحلي «بروحية تشجع الحوار» بعد تبني قرار يهدف إلى حماية الإرث الثقافي الفلسطيني في مدينة القدس القديمة انتقدته إسرائيل بشدة. وقالت بوكوفا في بيان على الموقع الإلكتروني الرسمي للمنظمة ومقرها باريس إن «القدس هي أرض مقدسة للديانات التوحيدية الثلاث، وهي مكان حوار لجميع اليهود والمسيحيين والمسلمين ولا يجوز القيام بأي شيء من شأنه أن يحدث تعديلاً في وحدتها وأصالتها». وأضافت أن «القدس هي فسيفساء ثقافات وشعوب صنع تاريخها تاريخ الإنسانية بأسرها»، موضحةً «أعتقد أن الدول الأعضاء عليها مسؤولية تجاه مهمة يونيسكو وهي التقدم بروحية تشجع على الحوار والتسامح والسلام«. وتبنى المجلس التنفيذي ل «يونيسكو» بمبادرة من دول عربية عدة الخميس الماضي قراراً يهدف إلى «حماية الإرث الثقافي الفلسطيني والطابع المميز للقدس الشرقية» الأمر الذي أثار غضب إسرائيل. وأوضح مصدر مقرب من الملف أن الانتقادات تتعلق بفقرة تتهم اسرائيل بحفر «قبور يهودية» في مقابر إسلامية في القدسالشرقية وبفقرة أخرى «تندد بقوة بالاعتداءات المستمرة التي يرتكبها اسرائيليون ضد المدنيين» بمن فيهم أئمة وكهنة. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أعلن أول من أمس إنه «قرار عبثي جديد من يونسكو يتجاهل الرابط التاريخي الوحيد بين اليهودية وجبل الهيكل». وفي تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، احتجت اسرائيل على مشروع قرار للمجلس التنفيذي للمنظمة حول القدس وطالبت بعدم تضمين صيغته النهائية أي مطالبة مثيرة للجدل حول حائط المبكى. ونددت بوكوفا في تلك الفترة بالمبادرات التي من شأنها أن «تفهم بأنها تعديلات في وضع المدينة القديمة في القدس»، داعيةً المجلس الى «اتخاذ قرارات لا تزيد من التوتر».