اتسمت ردود الفعل اللبنانية على امتناع لبنان عن التصويت على العقوبات ضد إيران في مجلس الأمن بالهدوء، وبالتركيز على جانبها الإيجابي بالنسبة الى لبنان ومصالحه الداخلية وعلاقاته الخارجية، سواء من المعارضة أم من الأكثرية، فرأى رموز من الجانبين أن الامتناع هو معارضة لفرض العقوبات على إيران، فيما رأى أحد قياديي «حزب الله» الذي تمنى لو أن لبنان صوّت ضد القرار، أن «من أخذ موقف الامتناع لم يقم بذلك على أرضية معادية لما طالبنا به ضد العقوبات». وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أنها اتصلت بالرئيس اللبناني ميشال سليمان أول من أمس قبل التصويت على قرار العقوبات في مجلس الأمن. وقالت وكالة «أسوشييتد برس» أن كلينتون أكدت لسليمان أن لبنان «أفاد من النظام الدولي عبر الأممالمتحدة وأنها ناقشت معه المخاوف العربية من امتلاك إيران السلاح النووي. وفي مجال آخر ذكرت مصادر مطلعة ل «الحياة» أن الأصداء الآتية من واشنطن عن تصويت لبنان بالامتناع في مجلس الأمن غلب عليها التفهم الأميركي للموقف اللبناني، وأن ما كان يهم الإدارة الأميركية هو ألاّ يصوّت لبنان ضد قرار فرض العقوبات. وقال مصدر فرنسي مطلع في العاصمة الفرنسية ل «الحياة» إن قرار لبنان الامتناع عن التصويت «قرار شجاع» وإنه «أثبت أنه بمستوى المسؤولية في عضويته لمجلس الأمن». وتلقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري اتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الشورى الإيراني الدكتور علي لاريجاني، أطلعه خلاله على المستجدات المتعلقة بالملف النووي الإيراني، كاشفاً عن رسالة خطية كان أرسلها الرئيس الأميركي باراك أوباما الى كل من تركيا والبرازيل، طالباً منهما التوسط لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الحل المتعلق باتفاق تبادل الوقود العالي التخصيب، «وعلى رغم ذلك فقد فوجئ الجميع بالدعوة السريعة لمجلس الأمن الى إقرار العقوبات على إيران». وقالت مصادر وزارية ل «الحياة» إن الصيغة التي تم إخراج التصويت فيها في مجلس الوزراء عبر تعادل الأصوات وانضمام الوزراء المحسوبين على رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى خيار التصويت ضد العقوبات وفّرا على الانقسام اللبناني صيغة الغالب والمغلوب وأمّنا مخرجاً لخيار الأكثرية بالامتناع عن التصويت. وذكرت المصادر نفسها أن رئيس الحكومة سعد الحريري كان يفضل اتفاقاً مع الرئيس سليمان على ترجيح الامتناع وأنه أبدى عدم ارتياحه الى حالة اللاموقف. وقال أمام معارضي خيار الامتناع الذين دعوا الى التمثل بتركيا خلال جلسة مجلس الوزراء أول من أمس أن أنقرة قادرة، كدولة كبيرة على تحمل تبعات معارضتها العقوبات، إلا أن لبنان بلد صغير غير قادر على ذلك في ظل الوضع الإقليمي الحساس الذي نمرّ فيه. وذكّر الحريري بأن لبنان يحتاج الى المجتمع الدولي، خصوصاً أن الصين وروسيا مع قرار العقوبات الذي سيمر بلبنان ومن دونه، وبالتالي فإن أمامه استحقاقات لطلب دعم مجلس الأمن منها التجديد لقوات «يونيفيل» في جنوب لبنان «ونحن لا نريد أن نتسبب بموقف سلبي لدول كبرى من مطالبنا تجاه الأممالمتحدة وهذه الدول لتساعدنا على مواجهة التهديدات الإسرائيلية».