فيما بدأت محكمة الاستئناف في سلا، إلى جوار العاصمة الرباط، البت في ملف خلية إرهابية مزعومة وُجّهت إليها تهم ترحيل واستقطاب متطوعين إلى العراق والصومال وأفغانستان ومنطقة الساحل جنوب الصحراء، صرّحت كاتبة الدولة في الخارجية المغربية لطيفة اخرباش بأن عدم إحراز تقدم في حل نزاع الصحراء «يعرقل قدرات الرد الجماعي على التهديدات الأمنية المتنامية في المنطقة» بخاصة الإرهاب والاتجار في المخدرات وتهريب الأسلحة والأشخاص. واعتبرت السيدة أخرباش أن استمرار نزاع الصحراء يعوق مسار البناء المغاربي ويشغل المنطقة عن مواجهة تحديات مصيرية. إلى ذلك، كشف الوزير محمد اوزين أن السلطات المغربية أجرت حواراً مع نظيرتها الجزائرية، في المرات القليلة المتاحة، من أجل درس ملفات الرعايا المغاربة الذين رُحّلوا من الجزائر في عام 1975. وقال أوزين أمام مجلس النواب إن حكومة بلاده «ستواصل بذل كل الجهود لإنصاف أولئك الرعايا» الذين يُقدّر عددهم بأكثر من 35 ألف شخص «رُحّلوا من دون أدنى اعتبار إنساني أو قانوني». وأكد الوزير المكلّف العلاقات مع البرلمان إدريس لشكر أن الرباط تدعم أي توجه لبلورة استراتيجية وحدوية في منطقة الشمال الأفريقي، وقال المسؤول المغربي أمام اجتماع مجلس الشورى المغاربي الذي تستضيفه الجزائر: «لا يمكن إلا أن نكون إلى جانب أشقائنا للعمل الجماعي لبناء الاتحاد المغاربي». ورأى المستشار المعطي بن قدور الرئيس السابق لمجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان المغربي) أن الاتحاد المغاربي «ليس مجرد اختيار أو طموحاً أو رغبة تمليها اعتبارات الشعوب الخمسة، وإنما ضرورة ملحة في مواجهة مختلف التحديات». وبعكس الإيحاءات الإيجابية التي حملها وجود وفد مغربي في الجزائر، بعد بضعة أيام من مشاركة وفد اقتصادي في معرض تجاري دولي، احتدمت المواجهة بين ديبلوماسيين مغاربة وجزائريين في جنيف على هامش ندوة حول «حماية حقوق الإنسان خلال النزاعات» عرضت الى الأوضاع في مخيمات تندوف جنوب غربي الجزائر. واتهم الديبلوماسي المغربي عمر هلال الجزائر بأنها «كان عليها أن تجيب المجتمع الدولي في شأن اضطهاد النشطاء القبائليين» الذين أعلنوا تشكيل «حكومة منفى» بعد أن كانوا يطالبون بحكم ذاتي في منطقة القبائل. واعتُبرت هذه المرة الأولى التي يثير فيها ديبلوماسي مغربي وضع منطقة القبائل في الجزائر، فيما زادت أعداد المنشقين عن جبهة «بوليساريو» الذين التحقوا بالمحافظات الصحراوية في الآونة الأخيرة. وذكرت مصادر رسمية أن العودة الأخيرة شملت 58 شخصاً عبروا المركز الحدودي جنوب كركرات في أقصى منطقة في الصحراء.