دخل وفد من الأممالمتحدة، صباح أمس السبت، مدينة داريا التي تحاصرها القوات النظامية السورية في ريف دمشق، وذلك بهدف معاينة الواقع الإنساني فيها. وأوردت «الدرر الشامية» أن الوفد برئاسة خولة مطر ممثلة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، وأنه لم يُدخل معه مساعدات إنسانية. ولفتت «الدرر» إلى أن أي وفد من الأممالمتحدة لم يدخل داريا في الماضي على رغم مناشدات جمعيات إنسانية ومجالس محلية «للتدخل السريع لتدارك الوضع الإنساني المزري الذي يعيشه المدنيون» في المدينة المحاصرة منذ عام 2012. وفي واشنطن (أ ف ب)، قالت الحكومة الأميركية أن وزير الخارجية جون كيري طلب الجمعة من نظيره الروسي سيرغي لافروف ممارسة ضغوط على دمشق لحملها على احترام وقف إطلاق النار الساري في سورية منذ نهاية شباط (فبراير) ولكن المهدد بفعل المعارك المتواصلة في بعض أنحاء البلد. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي أن كيري أجرى مكالمة هاتفية مع لافروف أبلغه خلالها بأن «الولاياتالمتحدة تنتظر من روسيا حض النظام (السوري) على الالتزام بوقف الأعمال القتالية، فيما نحن سنعمل مع المعارضة من أجل القيام بالأمر ذاته». وأوضح كيربي أن كيري أعرب للافروف عن «مخاوف كبيرة حيال التهديدات المتواصلة لوقف الأعمال القتالية في سورية والحاجة الملحة إلى أن يوقف نظام (الرئيس بشار) الأسد انتهاكاته لوقف إطلاق النار». وأضاف أن كيري «أكد بوضوح أننا قلقون في شأن العنف في مدينة حلب وحولها، إننا قلقون إزاء التقارير - التي نعتقد أنها تحظى بصدقية - حول انتهاكات لوقف الأعمال القتالية». وتابع أن القوات الموالية للأسد «تتلقى مساعدة من الضربات الجوية الروسية. نعم، هذا مصدر قلق بالنسبة لنا». كما أعرب كيري للافروف عن قلقه إزاء التقارير التي تفيد بأن الجنرال الإيراني قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، يقوم بزيارة إلى موسكو. وأضاف كيربي: «لقد أثار كيري ذلك خلال الاتصال. اطلعنا على تقارير تفيد بأن الجنرال سليماني سافر إلى روسيا. لست في موقع لتأكيد ما إذا كان هذا صحيحاً في الواقع». وتابع كيربي: «لكن، كما قلنا عندما كانت هناك تقارير سابقة حول زيارة مماثلة. هناك عقوبات من الأممالمتحدة على الجنرال سليماني تبقى سارية المفعول وإذا كان هذا صحيحاً فسيكون انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، ونحن نعتقد أن هذا يشكل مصدر قلق لكل من الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة». ويأتي الاتصال بين كيري ولافروف في وقت أجبرت المعارك العنيفة التي تشهدها محافظة حلب في شمال سورية، عشرات الآلاف على النزوح من منازلهم، وألقت بظلالها على المفاوضات غير المباشرة التي استؤنفت هذا الأسبوع في جنيف في رعاية الأممالمتحدة. وكانت الولاياتالمتحدة أعربت الخميس عن «قلقها الشديد» حيال «الهجوم» الذي تشنه القوات السورية في محيط مدينة حلب. وأكد كيري ولافروف اللذان يمثلان قناة التواصل الديبلوماسي الوحيدة شبه اليومية بين الولاياتالمتحدةوروسيا، «أهمية الحفاظ على وقف الأعمال القتالية وتوطيده» وحضا «جميع الأطراف على الالتزام» بالهدنة.