في صغري، فلوجتي نامتْ على الوردِ على الماءِ ونامتْ في الندى والسيسبانْ نامتْ على نار التنانيرِ ونامتْ في الحقولِ في زهور السَّذابِ في الحنظلِ والشوكِ ونامت في الغِوى فوق بساطٍ من الجتِّ، في أسرَّةٍ من قصبٍ، في شرشفٍ من طُحلبٍ، وفوقها كانت سماءٌ من زمرُّدٍ، محروسةً بنجمة السُّهى ... فلوجتي كانتْ طيورٌ فاختٌ، وهداهدٌ أرياشها غطتْ سماواتٍ وغطّتْ بلدةً، أرياحُها نَسَمٌ من الذَّهبِ المبلل بالصدى ... فلوجتي كانت تسيرُ الى النجومِ وترفعُ البستانَ ناياً، غُنَّةً ممهورةً بطلاوة المعنى، وكانت فتنةً مغموسةً بطفولة النعناعِ ... كانت سِدْرَةً، مربوطةً بسماوةٍ صُغرى بدتْ مثل الرؤى أو نجمةِ الراعي ... فلوجتي خزّامةٌ / أختٌ / وموقدةٌ سَجَتْ في بيتنا الطينِ / التراكوتا، وكلبتُنا النشيطةُ والمهى وجوادُنا الساري بأرضٍ من كمى فلوجتي أفجارها نخلٌ، ضحىً يطفو على الأفُقِ الوسيمِ وسِمْسِمٌ يلهو مع الريحِ / الفضاءُ له السِّماطَ له المدى مأوىً وحوله تينةٌ بلوطةٌ جوزٌ ونبعٌ من رياشْ ... فلوجتي مرَّ الزمانُ عليكِ في عَجَلٍ، فشبتُ أنا، وحين أتيتُ لم أجد الهوى، فلوجتي ثُكِلتْ ثلاثاً سبعةً أو عشرةً، نامتْ على مطر المدافعِ والردى قوتٌ من الدُّخْنِ السحائبُ قد غدتْ مطبوخةً ثمّ الزؤانْ فلوجتي أطفالها يسّاقطونَ على الورى أشياخها يزّاحمونَ على الهواءْ ... فلوجتي وُضِعَتْ إذاً في الدائرة وحصارُها حشدٌ غزاةٌ من هنا وبرابره . لندن 4/4/2016