طالبت معلمات يعملن في مدراس أهلية ب«التدخل السريع» من قبل وزارتي التربية والتعليم والعمل لإنصافهن، ووضع حدٍ لتعسف ملاك المدارس فيما يختص بنظام عقوبات التأخير والغياب. وقالت المعلمات ل«الحياة»: «إن قوانين عقاب التأخير والغياب في المدارس الأهلية تختلف من مدرسة إلى أخرى، إذ إن من يضعها هم ملاك المدارس أنفسهم، الذين وصل بهم الأمر في بعض الأحيان إلى ظلم المعلمة وأكل حقوقها «من دون وجه حق»، مشيرات إلى أن الملاك يضعون الأنظمة التي تختص بالحسم من الراتب بما يتماشى مع مصلحتهم فقط من دون مراعاة لحقوق المعلمات، الأمر الذي أدى إلى ظلمهن. في البداية، كشفت آمال (معلمة في مدرسة خاصة) حسم المدرسة التي تعمل بها 50 ريالاً للدقيقة في حال التأخير. وقالت: «إذا تأخرت المعلمة ربع ساعة يحسم من راتبها 750 ريالاً، مع أن الراتب كله 2000 ريال، فلا يتبقى في نهاية الشهر منه إلا ريالات، خصوصاً مع تسجيل التأخير أو الغياب لأكثر من مرة». وأضافت: «من بين القوانين التعسفية أيضاً، أنه إذا تغيبت المعلمة لأول مرة لا يحسم من راتبها شيء، لكن إذا غابت يوماً آخر فيتم حسم أجرة يومين من الراتب، وإذا تكرر غيابها يوماً ثالثاً فتحسم أجرة ثلاثة أيام من الراتب»، متسائلة هل هذا حق مشروع لمالك المدرسة أم أنه يأكل حقوق المعلمات حينما يضاعف نسبة الحسم عن كل يوم بعدد الأيام السابقة؟ واستطردت بقولها: «المعلمة إنسانة قد تصاب بالمرض، أو تواجه ظروفاً خارجة عن إرادتها، على سبيل المثال تواجه مشكلة في المواصلات في يوم ما، أو مرض أو وفاة أحد أفراد أسرتها، فهل يعقل أن يتضاعف حسم يوم واحد بعدد أيام لم تغب فيها؟، علماً أن ذلك اليوم حُسم من راتبها». ولفتت آمال إلى أنهن (المعلمات) يضطرن إلى التأخر حتى الساعة الخامسة عصراً في أيام الاختبارات لتصحيح أوراق الاختبار، ولا يدفع لهن ريال واحد كزيادة أو مكافأة، وترى أن مالك المدرسة والإدارة يعتقدان أن الحسم من حقهما، لكن تعويض المعلمة عن الأوقات الإضافية التي قضتها في العمل ليس من حقها، متمنية تدخل الوزارة في وقف معاناة المعلمات من ملاك المدارس الأهلية بالموافقة على قوانين منصفة وغير جائرة على المعلمات. وبدورها، أكدت إحدى المعلمات العاملات في إحدى المدارس الأهلية (س ع) أن مالك المدرسة يضع القوانين بحسب مزاجه من دون لائحة، حيث يحسب الدقيقة أكثر من اليومية، علماً أن اليومية تقدر ب 70 ريالاً فيما تحسم 50 ريالاً للدقيقة، وقالت: «في إحدى المرات تأخرت دقيقتين فحُسم مني 100 ريال». وأضافت: «مالك المدرسة لا يعترف بالإثباتات الطبية والأعذار الموثقة ويحسم اليومين بثلاثة أيام، إضافة إلى عدم اعترافه بالإجازات الاضطرارية، أما لو غابت احداهن يوم السبت أو الأربعاء فيحسم أجرة يومي الخميس والجمعة»، موضحةً أن إحدى المعلمات حصلت في أحد الأشهر على راتب 215 ريالاً نتيجة الحسم.