تقلد الجزائري عيسى خيري، أمس، مهماته رئيساً جديداً لمجلس شورى اتحاد المغرب العربي خلفاً للتونسي الصحبي القروي الذي شغل هذا المنصب منذ 2005. وشهدت مراسم انتقال الرئاسة تصريحات رسمية جزائرية متفائلة بمستقبل الاتحاد المغاربي، وقال رئيس البرلمان الجزائري إنه «بالنسبة إلى الجزائر، بكل شرائحها، يُعد البناء المغاربي أكثر من خيار، بل هو من وجهة نظرنا ضرورة وحتمية استراتيجية بالغة الأهمية». وتم تقليد الجزائري خيري مهماته رئيساً لمجلس شورى الاتحاد في قصر الأمم بنادي الصنوبر في الجزائر العاصمة خلال أشغال الدورة السابعة العادية لمجلس الشورى الاتحاد بحضور رئيسي غرفتي البرلمان الجزائري عبدالقادر بن صالح رئيس مجلس الأمة وعبد العزيز زياري رئيس المجلس الشعبي الوطني. وتعهد الرئيس الجديد لمجلس الشورى أن «تتمسك الجزائر باستكمال بناء مشروع الاتحاد المغاربي»، ووصف وحدة المغرب العربي قائلاً: «لم تعد اليوم ضرورة إستراتيجية فحسب بل أصبحت شرطاً أساسياً لمواجهة التحولات التي يشهدها العالم». وأضاف أن «الاندماج الاقتصادي ووضع مخطط مغاربي للمحافظة على التوازنات البيئية والطبيعية والحد من مخاطر الاحتباس الحراري ومقاومة التصحر وانقراض الثروة الحيوانية والنباتية (...) هي تحديات علينا مواجهتها جميعاً». وكان واضحاً توافق المسؤولين الجزائريين اللذين حضرا بداية الأشغال، بن صالح وزياري، على اعتبار المسار المغاربي «أمراً استراتيجياً»، وكلاهما حاول الإشارة إلى الخلافات الجزائرية - المغربية على أنها لن يكون عائقاً أمام هذا الخيار. فقد قال رئيس المجلس الشعبي عبدالعزيز زياري إن البناء المغاربي يعد بالنسبة إلى الجزائر «ضرورة وحتمية إستراتيجية بالغة الأهمية»، مضيفاً: «على رغم كل العراقيل والصعوبات التي نواجهها في المرحلة الحالية نحن على يقين أن مستقبل بلداننا هو بالدرجة الأولى مغاربي قبل أن يكون أورو - متوسطياً أو غيره». وتابع: «على رغم كل العوائق والترددات يبقى المشروع المغاربي نابعاً من عوامل موضوعية دائمة ذات البعد التاريخي والعمق العقائدي لا يمكن تجاهلها أو تهميشها». أما بن صالح فقد دعا إلى المحافظة على مصالح بلدان المغرب العربي عبر «التحرك معاً في إطار منسجم ومتكامل في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي والمجموعات الجهوية الأخرى». واختار بن صالح الشق الإقليمي والإقتصادي ليكون المنطلق للدعوة إلى اتحاد مغاربي أقوى، قائلاً: «المصلحة تقتضي العمل معاً والتحرك بتصميم وفي إطار منسجم ومتكامل لأن في ذلك محافظة على مصالحنا وتثميناً لأوراقنا التفاوضية أمام شركائنا». وتابع أن «سيرنا (دول المغرب العربي) بصفوف متفرقة في إطار مناطق التبادل الحر على المستوى الأورو - متوسطي وفي علاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي والمجموعات الجهوية الأخرى من شأنه أن يضعف موقفنا التفاوضي ويحرمنا من استعمال الأوراق الرابحة المتوافرة لدينا في هذه المفاوضات». على صعيد آخر، قالت الحكومة الفرنسية إن لا علاقة لها باختيار الناشط القبائلي الجزائري فرحات مهني إعلان ما سماه «حكومة القبائل» من باريس. وقالت ناطق رسمي فرنسي: «الخصوصية الثقافية للقبائل اعتُرف بها من طرف السلطات الجزائرية، ونحن متمسكون بسيادة الجزائر على أقاليمها وحدودها الدولية المعترف بها». وكان فرحات مهني أعلن قبل أيام في العاصمة الفرنسية تأسيس «حكومة موقتة لمنطقة القبائل».