كشف رجل الاقتصاد الفلسطيني منيب المصري ل «الحياة» أن الرئيس محمود عباس (أبو مازن) يعتزم زيارة غزة قريباً، موضحاً أن «الأخ أبو مازن أبلغني أن زيارته لغزة تراود مخيلته منذ أكثر من سنتين، وهو ما زال ينتظر الظروف المواتية والمناسبة»، متوقعاً أن يتوجه عباس إلى غزة «قريباً». وأضاف: «أبو مازن كانت لديه نية التوجه إلى الأممالمتحدة ليطالب برفع الحصار عن قطاع غزة، لكن الوقت لم يسعفه لذلك». وأكد أن اللجنة التي شكلت أخيراً للتحرك من أجل رأب الصدع الفلسطيني ستجتمع اليوم لبحث كيفية التحرك من أجل إنهاء الانقسام، لافتاً إلى أن اللجنة التي شُكلت من شخصيات وطنية فلسطينية متوازنة، تضم ممثلين للقوى والفصائل والمستقلين، بمن فيهم ممثل عن حركة «حماس» هو ناصر الشاعر ورجال دين. وقال: «نحن واقعيون، ونعي تماماً أن الوضع معقد جداً دولياً وإقليمياً ومحلياً، ولجنة المصالحة لا تسعى على الإطلاق إلى إلغاء حماس، فهي تتحرك من منطلق وطني يحترم نتائج اللعبة الديموقراطية والتعددية التي أفرزت حماس». وأضاف: «نتفهم ملاحظات حماس على الورقة المصرية، لكن هناك غيوماً سوداء ملبدة مقبلة على المنطقة نريد أن نتخطاها بسلام»، لافتاً إلى أنه لا توجد عصا سحرية لإنهاء الانقسام، لذلك فالخطوات التي ستخطوها لجنة المصالحة محسوبة «لكن يجب أن تكون فاعلة على صعيد إنهاء الانقسام». وتابع: «سنعمل على إزاحة الشكوك واسترداد الثقة»، محذراً من إضاعة الجهود التي تبذل من أجل المصالحة عبثاً. واعتبر أن «المصالحة هي العمود الفقري الآن، وهي الأساس الذي يجب أن نسعى الى تحقيقه حتى نتمكن جميعاً من مواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه القضية الفلسطينية، وعلى رأسها القدس، التحدي الأكبر في ظل البرنامج الإسرائيلي الذي يسعى الاحتلال من خلاله إلى تهويد القدس بحيث لا يشكل الوجود العربي أكثر من 10 (عشرة في المئة)، وكذلك السياسات الإسرائيلية من أجل تهويد الضفة الغربية وإغراقها بالمستعمرات». ورأى أن هناك رغبة صارمة من كل من الرئيس الفلسطيني ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل لإنجاز المصالحة. وأضاف: «نعوّل على الإرادة الجادة والنيات الصادقة لإنجاح مساعينا، وكذلك على الدعم العربي لجهود المصالحة»، موضحاً أنه سيقوم بجولة عربية تضم الجماهيرية الليبية، بصفتها رئيس القمة العربية، لتقوم بدور فاعل من أجل إنهاء الانقسام واسترداد اللحمة الفلسطينية. وأشاد بالدور المصري الذي يقود جهود المصالحة، وقال: «ننسق مع الأخوة المصريين، والتقينا معهم ودعموا جهودنا، فهم يساندون أي خطوة إيجابية فاعلة من أجل إنهاء الانقسام». ودعا كلاً من قادة «فتح» و«حماس» إلى ضرورة إعلاء المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا، وقال: «المعادلة في الشارع الفلسطيني اختلفت الآن وتغيرت، وأنا أدعو الجانبين معاً باسم دماء الشهداء والأسرى، أن ينهوا الانقسام في أسرع وقت ممكن، لأن رياح التغيير تهب في المنطقة».