تواصل مسلسل استهداف أعضاء في «القائمة العراقية» بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي، إذ أُصيب أحد أعضائها أمس. واعتبرت القائمة أن المحاولة تأتي ضمن «حملة منظمة لتصفية مرشحيها»، محملة الحكومة مسؤولية التقصير في حماية المرشحين. وأكدت أن الشعب العراقي والعالم بدأ يدرك مقدار الظلم والاستهداف الذي يتعرض له المشروع الوطني العراقي. وذكرت الشرطة العراقية أمس (الأربعاء) أن عبدالرحمن داود أبو رغيف، أحد أعضاء «القائمة العراقية» الاحتياط، أُصيب في انفجار عبوة بسيارته جنوب شرقي بغداد. وأشارت إلى أن عبوة انفجرت لدى مرور أبو رغيف بسيارته في حي الزعفرانية جنوب شرقي بغداد، ما أدى إلى إصابته وشخص آخر كان يرافقه، وإلحاق أضرار مادية بالسيارة. وفقدت «القائمة العراقية» بزعامة علاوي، ثلاثة من مرشحيها في محافظة نينوى. كما قتل مسلحون يرتدون زي قوات الأمن فجر الخامس من الشهر الجاري فارس جاسم الجبوري مرشح الاحتياط ضمن ائتلاف «العراقية» عندما اقتحموا منزله في قرية الموالي (30 كيلومتراً غرب الموصل). وقتلت جماعة مسلحة مرشح «العراقية» بشار العكيدي وسائقه أيضاً في 24 أيار (مايو) الماضي عندما أطلقوا النار عليه أمام منزله في حي العامل غرب الموصل، في حين اغتال مسلحون المرشحة عن «العراقية» سهى عبدالله جار الله بمسدسات كاتمة للصوت في منطقة رأس الجادة غرب المدينة أيضاً في شباط (فبراير) الماضي. وقالت الناطقة باسم «العراقية» ميسون الدملوجي ل «الحياة» أمس إن طبيعة عمليات الاستهداف الأخيرة التي تركز على مرشحي القائمة، «تحمل بصمات سياسية بامتياز». وتساءلت: «أليس من الغريب أن تتركز عمليات الاغتيال ضد مرشحي العراقية (...) الشارع العراقي، وحتى من لم ينتخبنا، اضافة إلى المجتمع الدولي بدأ يدرك مقدار ما تتعرض له القائمة العراقية من ظلم واستهداف لحرفها عن مشروعها الوطني». وزادت: «نشعر بأن هناك استهدافاً للمشروع الوطني في العراق. فالعراقية مستهدفة منذ ما قبل الانتخابات وحتى هذا اليوم عبر وسائل شتى شملت أحياناً تشويه السمعة مروراً بمحاولة تفكيك القائمة وانتهاء بالعمليات الاجرامية ضد مرشحيها». وعن مستوى الأمن لدى مرشحي القائمة واجراءات حمايتهم، قالت: «ليست لدينا قدرة التعاقد مع شركات خاصة لحماية مرشحينا. وتلك مسؤولية تقع على عاتق قوات الأمن التي نشعر بأنها لا تتعاون كما يجب في حماية أعضاء القائمة كمواطنين عراقيين حتى على صعيد اصدار هويات حمل السلاح لهم. هناك تلكؤ يثير تساؤلات في هذا الجانب». وكان القيادي في القائمة أسامة النجيفي قال ل «الحياة» إن «هناك حملة منظمة لاغتيال قادتنا ومرشحينا الذين شاركوا في الانتخابات، تمثلت في تصفية ثلاثة حتى الآن. وهناك مخاوف من تصاعد عمليات الاغتيال مع اقتراب موعد تشكيل الحكومة». ولفت النجيفي إلى أن «ائتلاف العراقية» طالب الحكومة قبل أسابيع بتوفير الأمن لأعضاء «العراقية» ومرشحيها، إلا أننا لم نلق آذاناً صاغية، ولا يزال مسلسل استهداف مناصرينا مستمراً». وأشار إلى أن هذه الحوادث تسعى للضغط على «العراقية» لتتراجع عن حقها الدستوري في تشكيل الحكومة وفقاً للاستحقاق الانتخابي. وكان رئيس القائمة اياد علاوي توقع خلال مؤتمر صحافي أول من أمس تصاعد عمليات الاستهداف في حق قائمته، ما يشمل التصفية الجسدية لأعضائها. وأوضح أن «لدى القائمة قيادات معتقلة في معتقلات النظام، وآخرين مطاردين من أجهزة الأمن والبعض اجتُث». وأضاف أن «المعركة بين العراقية التي تمثل المؤمنين بالديموقراطية، وبين القوى الأخرى التي تؤمن بإبقاء العراق في ظل الطائفية ستكون قاسية وطويلة». وفازت «القائمة العراقية» في الانتخابات التشريعية في السابع من آذار (مارس) الماضي بحصولها على 91 مقعداً، وبفارق مقعدين على «ائتلاف دولة القانون» بقيادة نوري المالكي رئيس الحكومة المنتهية ولايتها. وفيما تطالب «العراقية» بمنحها حق تشكيل الحكومة، يرفض «دولة القانون» ذلك، ويؤكد أن تحالفه مع «الائتلاف الوطني» هو المعني بهذه العملية.