شهدت جبهة العيس في ريف حلب الجنوبي هدوءاً حذراً أمس على خلفية فشل هجوم ضخم شنته أول من أمس قوات النظام وميليشيات شيعية موالية وانتهى بخسائر بشرية كبيرة في صفوف المهاجمين وأيضاً في صفوف فصائل المعارضة لا سيما «جبهة النصرة». أما في ريف حلب الشمالي فقد سُجّل قصف تركي جديد ولليوم الثالث على مناطق سيطرة تنظيم «داعش» في إطار رد أنقرة على سقوط صواريخ على أراضيها، وسط اندلاع معارك بين تحالف كردي - عربي من جهة وفصائل معارضة من جهة ثانية. وأشادت إيران أمس بما وصفته «بسالة» جنودها الذين قُتلوا في سورية خلال تقديمهم «الاستشارة» للقوات النظامية. وشارك قائد سلاح البر في الجيش الإيراني العميد أحمد رضا بوردستان في جنازة واحد من أربعة «مستشارين عسكريين» أعلنت طهران أنهم قُتلوا في سورية ليكونوا أول القتلى من صفوف «اللواء 65» الذي يضم «وحدات خاصة» في الجيش الإيراني، علماً أن طهران لم تعلن عن إرسال هذا اللواء إلى سورية سوى قبل أيام فقط. وأوضح العميد بوردستان خلال جنازة أحد هؤلاء القتلى في طهران أن العسكريين «أظهروا بسالتهم وشجاعتهم الكبيرة أثناء مشاركتهم بعملية أمنية» ضد «جبهة النصرة» و «تكفيريين» جنوب حلب، بحسب ما أوردت محطة «برس تي في» الإيرانية. وزعم أنهم قبل مقتلهم تمكنوا من تدمير عدد من الدبابات والمدرعات وقتل «200 إرهابي»، مضيفاً أن تنظيم «داعش» ليس الخطر الأكبر على بلاده، بل الولاياتالمتحدة هي «العدو الرئيسي» لإيران. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره بريطانيا) أن «هدوءاً حذراً» خيّم أمس على محور بلدة العيس بريف حلب الجنوبي، عقب اشتباكات عنيفة دارت أول من أمس بين «الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة، وقوات النظام ومسلحين موالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جهة أخرى». وأشار إلى أن «قوات النظام تمكنت (في البداية) من التقدم والسيطرة على تلال بالمنطقة لساعات قبل أن تعاود الفصائل وجبهة النصرة السيطرة عليها». وتابع أن الاشتباكات أوقعت «ما لا يقل عن 26 مقاتلاً من الفصائل وجبهة النصرة بينهم 11 من عناصر جبهة النصرة وضمنهم (قتلى) من جنسيات غير سورية... كما قُتل في الاشتباكات ذاتها ما لا يقل عن 34 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بينهم 4 من حزب الله اللبناني وغالبيتهم من جنسيات عراقية وأفغانية». ولفت المرصد إلى أن ريف حلب الشمالي شهد أمس «اشتباكات عنيفة» بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة، و «قوات سورية الديموقراطية» من جهة أخرى في محيط بلدة الشيخ عيسى، إثر هجوم شنه الطرف الأخير على المنطقة. لكن «الدرر الشامية» المعارضة أكدت لاحقاً أن فصائل المعارضة صدت هجوم «سورية الديموقراطية» التي تهيمن عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية، مشيرة إلى أن «قرية الشيخ عيسى تتمتع بأهمية كبيرة، إذ تعتبر المنفذ الأخير لمدينة مارع (التي تسيطر عليها الفصائل) باتجاه الحدود السورية - التركية». وفي الريف الشمالي لحلب أيضاً، قصف الجيش التركي أهدافاً لتنظيم «داعش» رداً على إطلاق صواريخ عبر الحدود أصابت بلدة كلس التركية الحدودية لليوم الثالث على التوالي. وذكرت «رويترز» أن أكثر من 20 شخصاً أصيبوا الأسبوع الحالي فقط بعد سقوط صواريخ على كلس التي يقطنها نحو 110 آلاف لاجئ سوري وكثيراً ما تستهدف البلدة بقذائف عبر الحدود من منطقة خاضعة لسيطرة «داعش». وقال حسن كارا رئيس بلدية كلس ل «رويترز» إن أربعة صواريخ سقطت الأربعاء على أرض فضاء ولم تقع إصابات. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن إجراءات ستتخذ لضمان سلامة المدنيين، مضيفاً: «جرى قصف أهداف لداعش في إطار قواعد الاشتباك. نخوض معركة حاسمة لحماية مدنيينا من دائرة النيران». وقال داود أوغلو إن وزير الدفاع التركي عصمت يلمظ ورئيس الأركان خلوصي أكار ومدير وكالة المخابرات الوطنية هاكان فيدان يزورون كلس لتفقد المنطقة ومناقشة أمن الحدود. وفي محافظة حماة (وسط سورية) قال المرصد إن الطبيب حسن الأعرج «مدير صحة حماة الحرة» قُتل جراء استهداف سيارة كان يستقلها على بعد أمتار من بوابة مستشفى المغارة المركزي والواقع بمنطقة وادي العنز عند أطراف بلدة كفرزيتا بريف حماة الشمالي. وأوضح أن طائرات حربية استهدفت السيارة ما أدى إلى مقتل الطبيب. وفي محافظة حمص المجاورة قال المرصد إن طائرات حربية قصفت منطقة الباردة وأماكن أخرى في الطريق الواصلة بين مدينة تدمر وبلدة السخنة بريف حمص الشرقي، وسط اشتباكات في محيط حقلي شاعر وجحار بالريف الشرقي، بين عناصر تنظيم «داعش» من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر. أما في محافظة ريف دمشق، فذكر المرصد أن طائرات حربية نفّذت ما لا يقل عن 4 غارات على مناطق في الأحياء الشرقية من مدينة الضمير والتي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، في حين أوردت «الدرر الشامية» أن فصائل المعارضة تصدت الأربعاء «لمحاولات جديدة لقوات الأسد للتقدم على جبهات الغوطة الشرقية بريف دمشق». وأفاد المكتب الإعلامي ل «فيلق الرحمن» أن اشتباكات عنيفة اندلعت على عدة محاور عقب محاولة قوات النظام التقدم على جبهة بالا والمزارع المحيطة بها بمنطقة المرج.