شدد عدد من المحللين والسياسيين الأتراك على وجود ما وصفوه ب«التطابق والتشابه» مع السياسة والقرارات السعودية تجاه عدد من القضايا الاقليمية والدولية، مؤكدين في تصريحات تناقلتها وكالة أنباء الأناضول أن زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز «تسهم في تعزيز العلاقات التركية - العربية، وسيكون لها انعكاسات إيجابية على هذه العلاقات في أقل تقدير وعلى أمن واستقرار المنطقة». وقال رئيس جمعية باحثي الشرق الأوسط وأفريقيا التركية البروفيسور زكريا قورشون إن «الزيارة من شأنها تحفيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، خصوصاً وأن حجم التجارة الخارجية بينهما 500 بليون دولار». بدوره، قال مدير معهد الشرق الأوسط بجامعة صقاريا التركية البروفيسور كمال إينات: «إن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى أنقرة قبل انعقاد قمة منظمة التعاون الإسلامي، تعكس أهمية العلاقات بين البلدين»، مشيراً إلى أن «البلدين حافظا على علاقاتهما طوال الفترة الماضية». وأضاف «بالنظر إلى النزاعات التي تشهدها المنطقة منذ ثلاثة إلى أربعة أعوام هناك أهمية لإعادة إنشاء تعاون تركي - عربي، من أجل إعادة الاستقرار إلى المنطقة». من جهته، أشار رئيس معهد الفكر الاستراتيجي التركي بيرول آق غون إن بلاده «دعمت عملية عاصفة الحزم في اليمن، والتحالف الإسلامي ضد الإرهاب، وأرسلت ممثلين لها إلى التحالف»، موضحاً أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «بذل جهوداً حثيثة لتطوير العلاقات مع دول العالم الإسلامي المختلفة، في مواجهة التهديدات التي تشكلها إيران». واعتبر نائب المنسق العام بمركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التركي محي الدين أتامان، أنه «لا يمكن تأسيس تحالف قوي في المنطقة إلا من خلال تحرك تركيا والسعودية ومصر معاً». ولفت إلى «أن تطور العلاقات التركية - السعودية سينعكس على الساحة السورية، من خلال المساهمة في دعم تيارات المعارضة الرئيسة». من ناحيته، رأى رئيس قسم العلاقات الدولية في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في جامعة أولوداغ التركية طيار آري، أن «أحد أهم أسباب تطور العلاقات بين أنقرةوالرياض في الآونة الأخيرة، يرجع إلى التهديد الإيراني المتزايد في المنطقة». المتحدث باسم الرئاسة التركية: الرياضوأنقرة تبحثان مكافحة الإرهاب قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن الجانبان التركي والسعودي سيبحثان على هامش زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «العلاقات بين الرياضوأنقرة، وقضايا إقليمية بشكل مكثف مثل الوضع في سورية والعراق ومكافحة تنظيم داعش، إضافة إلى القضية الفلسطينية». وأوضح في مؤتمر صحافي في المجمع الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة أول من أمس (الإثنين) - بحسب ترك برس - إن «حديث النظام السوري عن التجهيز لعملية عسكرية جديدة في حلب، شمالي سورية، بالتعاون من القوات الروسية، بحجة مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، أمر غير مقبول في ظل اتفاق وقف الأعمال العدائية»، معرباً عن قلق بلاده من حدوث موجة نزوح جديدة جراء هذه العملية المرتقبة. وخاطب قالن النظام السوري وموسكو قائلاً: «من جهة تتوصلون إلى اتفاق من أجل وقف إطلاق النار بدعم من المجتمع الدولي، ومن جهة أخرى ستواصلون عملياتكم في حلب وإدلب (شمال غربي) ومناطق أخرى بذريعة محاربة تنظيم داعش، وبالطبع لا يمكن قبول ذلك»، ووصف صدور أنباء حول عملية عسكرية للنظام وروسيا في حلب بأنها «غريبة». ولفت إلى أن المحادثات السورية في مدينة جنيف السويسرية تهدف إلى ضمان مرحلة انتقال سياسي في سورية، وأن الجولة الثالثة منها ستبدأ خلال الأسبوع الجاري برئاسة مبعوث الأممالمتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا. وأوضح قالن بحسب الوكالة التركية أنه «مع استمرار التحضيرات للجولة الثالثة من المفاوضات (السورية في جنيف)، والعمل على الإطار الأساسي لمرحلة انتقال سياسي، والمبادئ الأساسية، تتواصل ممارسات مختلفة كهجمات وحصار على حلب وإدلب ومناطق أخرى»، معتبراً استمرار ذلك «يظهر مرة أخرة مدى عدم صدق النظام السوري بخصوص السلام والمرحلة الانتقالية».