وصل خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، اليوم الاثنين، إلى تركيا، في زيارة رسمية، من المتوقع أن تكون لها انعكاسات قوية على الصعيد الإقليمي، والعلاقات الثنائية بين البلدين، التي اكتسبت زخمًا في الآونة الأخيرة، بحسب خبراء. وسيشارك الملك سلمان، في أعمال القمة الإسلامية، التي تشرف عليها منظمة التعاون الإسلامي، في تركيا، بين 10 – 15 أبريل الحالي، ومن المنتظر أن تساهم زيارة الملك سلمان بنقلة نوعية في العلاقات الإيجابية بين البلدين. وسيتناول الملك سلمان، خلال لقاءاته مع المسؤولين الأتراك في أنقرة، ملفات عديدة، أبرزها؛ القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها سوريا، واليمن، والمسائل الأمنية، والحرب على الإرهاب، والتهديدات الإقليمية. وقال رئيس جمعية باحثي الشرق الأوسط وإفريقيا التركية، البروفيسور زكريا قورشون، في تصريح للأناضول: "إنه رغم عدم وجود أي تشابه في السياسة الداخلية لكلا البلدين (تركيا والسعودية)، إلا أن هناك تشابهًا في سياستهما الخارجية في العديد من المجالات، خاصة حول التطورات التي تشهدها المنطقة". وأعرب عن اعتقاده بأن زيارة الملك سلمان، قد تساهم في إعادة العلاقات بين أنقرة والقاهرة إلى طبيعتها، أو يكون لها انعكاسات على العلاقات في أقل تقدير. ورأى أن الزيارة من شأنها تحفيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين. بدوره، قال مدير معهد الشرق الأوسط بجامعة صقاريا التركية، البروفيسور كمال إينات: "إن زيارة الملك سلمان لأنقرة، قبل انعقاد قمة منظمة التعاون الإسلامي، تعكس أهمية العلاقات بين البلدين". وأشار إلى أن البلدين حافظا على علاقاتهما، مضيفًا: "بالنظر إلى النزاعات التي تشهدها المنطقة منذ 3 – 4 أعوام، هناك أهمية لإعادة إنشاء تعاون بين تركيا ومصر، من أجل إعادة الاستقرار إلى المنطقة". من جهته، أشار رئيس معهد الفكر الاستراتيجي التركي، بيرول آق غون، إلى أن تركيا دعمت العمليات السعودية في اليمن، والتحالف الإسلامي ضد الإرهاب، وأرسلت ممثلين لها إلى التحالف. وأوضح أن الملك سلمان، بذل جهودًا حثيثة لتطوير العلاقات مع دول العالم الإسلامي المختلفة، مثل تركيا، ومصر، والسودان، في مواجهة التهديدات التي تشكلها إيران. من جانبه، اعتبر نائب المنسق العام بمركز الدراسات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، التركي، محيي الدين أتامان، أنه "لا يمكن تأسيس تحالف قوي في المنطقة، إلا من خلال تحرك تركيا والسعودية ومصر معًا". من ناحيته، رأى "طيار آري" رئيس قسم العلاقات الدولية في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في جامعة "أولوداغ" التركية، أن "الولاياتالمتحدةالأمريكية خففت من ضغوطها على إيران عقب الاتفاق النووي، وهذا الموقف المتسامح جعل طهران أكثر عدائية في المنطقة، الأمر الذي انعكس تصاعدًا في حالة عدم الاستقرار في العراقوسوريا واليمن". أما رئيس مركز الدراسات القانونية والاستراتيجية في الشرق الأوسط، -مقره جدة- الدكتور أنور ماجد عشقي، فأفاد أن معظم التحالفات في الشرق الأوسط، تشكلت بواسطة السعودية، مبينًا أن أحد أهداف الملك سلمان، يتمثل في تعزيز قوة العالم الإسلامي والعربي. وأشار عشقي، إلى أن أبرز الملفات المطروحة على طاولة البحث، خلال زيارة خادم الحرمين، هي "العلاقات الثنائية، وسبل مكافحة التهديدات الإرهابية في المنطقة، وإخماد النيران المتواصلة في سوريا واليمن والعراق". وتابع عشقي: "كما ستتناول الزيارة المشاكل التي تهدد العالم الإسلامي، وسبل تعزيز قدراته من النواحي السياسية، والاجتماعية، والعسكرية".