أقرت إيران أمس بمقتل أربعة من أفراد «القوات الخاصة» التابعة لجيشها النظامي خلال قتالهم إلى جانب القوات النظامية، بعد أيام فقط من إعلانها إرسال لواء من الكوماندوس للعمل مستشارين مع الجيش السوري. ويعكس مقتل الأربعة انخراطاً أكبر للجيش الإيراني في «المستنقع السوري»، بعد يوم من تصعيد طهران دعمها السياسي للرئيس بشار الأسد بقولها إنه يجب أن يُكمل ولايته الرئاسية ويترشح للانتخابات المقبلة، كما أعلن علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي. واستبق هذا الموقف الإيراني وصول الوسيط الدولي الخاص الى سورية ستيفان دي ميستورا إلى طهران بعدما اختتم أمس محادثاته في دمشق بلقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الذي أبلغه -كما ذكرت وكالة «سانا» الرسمية- أن الحكومة السورية «جاهزة» للانضمام إلى مفاوضات جنيف، ومؤكداً «الالتزام بحوار سوري بقيادة سورية ومن دون شروط مسبقة». لكن المعلم أشار أيضاً إلى أن ممثلي الحكومة لن يصلوا إلى جنيف سوى الجمعة، أي بعد يومين من موعد بدء المفاوضات، رابطاً تأخرهم بالانتخابات التشريعية السورية المقررة غداً الأربعاء. وقال دي ميستورا «إن الجولة المقبلة من محادثات جنيف ستكون بالغة الأهمية، لأننا سنركز فيها خصوصاً على عملية الانتقال السياسي وعلى مبادئ الحكم (الانتقالي) والدستور». وكان لافتاً أمس حديث وزارة الدفاع الروسية عن حشود ضخمة ل «جبهة النصرة» استعداداً لشن هجوم واسع بهدف قطع الطريق بين حلب ودمشق، في مؤشر جديد إلى تصعيد مرتقب في ريف حلب الجنوبي حيث تمكنت «النصرة» قبل أيام من طرد القوات النظامية وميليشيات شيعية حليفة من مواقع استراتيجية أبرزها العيس وتلتها. وقال سيرغي رودسكوي قائد قيادة العمليات الرئيسية بهيئة الأركان العامة، إن الإرهابيين «يخططون لقطع الطريق بين حلب والعاصمة السورية»، وفق تصريحات أوردتها «رويترز». وكانت وكالة «تسنيم للأنباء» الإيرانية قالت أمس إن أربعة جنود في الجيش النظامي الإيراني قتلوا في سورية بعد أسبوع واحد من إعلان طهران نشر قوات كوماندوس خاصة لمساعدة الرئيس الأسد. وحتى الآن كان معظم الإيرانيين الذين شاركوا في الحرب السورية من قوات الحرس الثوري. ومن المعتقد أن إيران أرسلت المئات من المستشارين العسكريين، لكن ضابطاً في القوات البرية بالجيش الإيراني قال الأسبوع الماضي إن قوات خاصة من اللواء 65 بالجيش ووحدات أخرى أرسلت إلى سورية كمستشارين. وأوردت «تسنيم»: «أربعة من أول مستشارين عسكريين لجيش الجمهورية الإسلامية... قتلوا في سورية على يد جماعات تكفيرية»، في إشارة إلى جماعات إرهابية. وتابعت الوكالة إن أحدهم يدعى محسن قيطاسلو وهو من القوات الخاصة، إلا أنها لم تذكر أسماء المتبقين. وفي تعليق على نشر اللواء 65 في سورية، قال قائد القوات البرية البريغادير جنرال حميد رضا بوردستان الإثنين، إن إستراتيجية إيران الجديدة هي إرسال المزيد من المستشارين للحرب السورية. أما في ريف حلب الشمالي، فقد تمكن تنظيم «داعش» من طرد فصائل المعارضة من 12 بلدة وقرية، أبرزها الراعي معقله الرئيسي السابق على الحدود التركية، والذي خسره قبل يومين فقط، كما نجح «داعش» أمس من السيطرة على أجزاء واسعة من مخيم اليرموك في جنوبدمشق، بعد معارك ضارية ضد «جبهة النصرة». وبالقرب من دمشق، سجّلت «فرانس برس» أن مسؤولين عسكريين روساً رتبوا «مصالحة» بين قوات النظام وفصائل معارضة في قرية الناصرية التي تبعد نحو سبعين كيلومتراً شمال شرقي العاصمة السورية (القلمون الشرقي). وقدّم العسكريون الروس هذه المصالحة التي أُبرمت السبت بوصفها مثالاً على دور الوساطة الذي تضطلع به موسكو بين الجيش السوري والفصائل المقاتلة.