أعلنت الحكومة الألمانية اليوم (الإثنين) أنها تنظر في طلب قدمته تركيا لملاحقة الفكاهي الألماني يان بومرمان الذي تهكم على الرئيس التركي في عرض ساخر. وأعلن الناطق باسم الحكومة ستيفن سايبرت في لقاء صحافي أن «السفارة التركية نقلت رسالة شفوية» عبارة عن احتجاج رسمي موجه الى الخارجية، للمطالبة بفتح «ملاحقات جنائية» بحق بومرمان. وبحسب القانون الألماني الذي يعتبر توجيه «شتائم» الى رئيس دولة أخرى جنحة قد تصل عقوبتها الى السجن ثلاث أعوام، يتوجب على الدولة المعنية تقديم طلب للحكومة الألمانية وأن تقبله بدورها قبل تولي النيابة المعنية النظر والحكم في المسألة. وصرح الناطق باسم الرئيس التركي ابراهيم كالين في لقاء صحافي أن «هذا النوع من الشتائم الموجهة الى رئيس، الى شعب بكامله، لا علاقة لها إطلاقاً بحرية التعبير والصحافة، إنها جنحة»، مؤكداً طلب انقرة. وأكد سيبيرت أن الحكومة الألمانية «ستنظر بدقة في الطلب التركي»، الأمر الذي سيستغرق أيام عدة ويتطلب البحث في أقوال الفكاهي في إطار الحماية الدستورية لحرية التعبير في ألمانيا، مضيفاً أن القيم الرئيسة الألمانية «غير قابلة للتفاوض» في نظر المستشارة أنغيلا مركل، أياً كان الدور المركزي الذي تقوم به تركيا في ملف اللاجئين بمبادرة من الديبلوماسية الألمانية. وكان بومرمان تلا في أواخر آذار (مارس) الماضي على قناة «زد دي إف» قصيدة هجاء متهكمة في إطار برنامج «نيو ماغازين رويال» رداً على استدعاء اأنقرة السفير الألماني احتجاجاً على أغنية ساخرة بثها التلفزيون تنتقد النزعات السلطوية للرئيس التركي. وانتقد الفكاهي الذي بدا خلفه العلم التركي وصورة لأردوغان قمع الأقليتين الكردية والمسيحية في البلاد، وأكد بنفسه أن قصيدته مخالفة للقانون الجنائي الألماني، على عكس الأغنية التي أثارت الحادثة الديبلوماسية، موضحاً لاحقاً أنه «أظهر الحدود الفعلية للتهكم في ألمانيا» وألغت قناة «زد دي إف» الفيديو من موقعها في الأول من نيسان (أبريل) الجاري، فيما نددت المستشارة الألمانية مركل بلسان الناطق باسمها ستيفن سايبرت بالنص معتبرة أنه «مهين».