أعرب «صندوق الأممالمتحدة للسكان»، عن قلقه المتزايد إزاء حاجات حوالى 3.4 مليون امرأة يمنية في سن الإنجاب، أي بين 15 و49 سنة، من بينهن نحو 500 ألف امرأة حامل سيلدن خلال الأشهر التسعة المقبلة. وأدّى النزاع المستمر منذ سنة، إلى حاجة 21.2 مليون شخص، نصفهم تقريباً من النساء والأطفال، إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية. وأدّى أيضاً إلى انهيار الخدمات الصحية ونقص حاد في عدد العاملين المؤهّلين في المجال الطبي وفي مستلزمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة، ليترك نحو 15.2 مليون شخص في حاجة الى المساعدات الطبية بما في ذلك خدمات الصحة الإنجابية. وحذّر الصندوق في تقرير أصدره أخيراً، من أن نقص هذه الخدمات والمستلزمات قد يؤدّي إلى ألف حالة وفاة بين 68 ألف امرأة حامل، عرضة لأخطار مضاعفات الولادة المهدّدة للحياة. وقالت ممثّلة صندوق الأممالمتحدة للسكان في اليمن ليني كريستنسن: «كان وضع النساء والفتيات بالفعل ضعيفاً في اليمن قبل النزاع، حيث ذكرت نحو 92 في المئة من النساء أن العنف المنزلي ضد المرأة كان أمراً شائعاً، والآن أصبح وضعهن أكثر خطورة، إذ يتعرّضن للانتهاكات والاستغلال». وأضافت: «تفتقر النساء والفتيات إلى المساعدات الإنسانية، بما في ذلك خدمات الصحة الإنجابية، وبالتالي فهنّ أكثر عرضة لخطر الحمل غير المرغوب فيه، والذي بدوره قد يضع حياتهن في خطر». وعلى رغم التحديات الأمنية واللوجستية، يواصل الصندوق جهوده لتلبية حاجات النساء والفتيات في مجال الصحة الإنجابية وللمساعدة في حمايتهن من العنف. ودعم الصندوق حتى الآن 38 مستشفى في أنحاء البلد، عبر تقديم مستلزمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة والأدوية والإمدادات. وتحتوي مجموعات الصحة الإنجابية على المستلزمات الطبية والجراحية التي تضمن الولادة الآمنة، بما في ذلك داخل المنزل. واستفاد من هذه الخدمات حوالى 453 ألف سيدة وفتاة في سن الإنجاب. وفي المناطق النائية المتضرّرة من الأزمة، دعم الصندوق فرقاً متنقّلة توفّر خدمات الصحة الإنجابية، بما في ذلك خدمات ما قبل الولادة وبعدها، وخدمات تنظيم الأسرة والمساعدة من أجل ولادات آمنة. وأشار التقرير إلى أن الصندوق قدّم أكثر من 100 ألف وحدة من مستلزمات الصحة الشخصية المعروفة بمجموعات «الكرامة» للنساء والفتيات الأكثر ضعفاً في 19 محافظة، للحفاظ على النظافة الشخصية. وحصل أكثر من 6 آلاف من الناجيات من العنف، على خدمات تشمل الدعم النفسي والاجتماعي والمساعدة القانونية والبيوت الآمنة، والإحالة للخدمات الصحية ولخدمات أخرى وجلسات التوعية التي يتم إشراك الرجال والأولاد فيها. وطلب الصندوق، من خلال «مبادرة الاستجابة الإنسانية للأزمة في اليمن 2016» التي أطلقت أخيراً، 15.6 مليون دولار لضمان استمرار تقديم خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، وللاستجابة للعنف القائم على النوع والحد منه.