نيويورك - أ ف ب - الناظر الى حفنة من طيور الحمام تحلق في سماء نيويورك لا يسعه أن يتصور الحماسة التي يثيرها حمام السباق في بعض الأوساط. ويؤكد مدرب الحمام الزاجل بيتر فوسكو «انها جياد السماء الأصيلة». وهذا الحمام ليس بعادي وهو يفعل المستحيل للوصول الى خط النهاية في السباقات التي يخوضها. قد لا تكون سباقات الحمام منتشرة كثيراً إلا أن جذورها عميقة في منطقة نيويورك. هذه الرياضة التي خفت شعبيتها كثيراً في السنوات الأخيرة لا تزال تجذب مجموعة صغيرة من المتحمسين من كل الأعمار. محبو هذه الطيور يدربونها لتتحلى بالجرأة والمهارة والقدرة على التحمل ويطلقونها على بعد مئات الكيلومترات من أبراج الحمام التي تشكل موطناً لها، إلا انها تواجه الصقور والعواصف وخطوط التوتر العالي للعودة من حيث انطلقت. لكن الكثير منها يقضي في هذه المحاولة. ويقول فوسكو: «انها تتحلى بالشجاعة. بعضها يأتي بقوائم محطمة وعظم القص (الصدر) مكسوراً إلا أنها تنجح بالعودة». وتتم تربية هذه الطيور على أسطح منازل في أحياء شعبية، والمتحمسون لهذه الرياضة وغالبيتهم من الرجال ينتمون عادة الى طبقة العمال. أشهر محبي هذه الرياضة هو الملاكم مايك تايسون المولود في بروكلين الذي يروي انه شب وهو يراقب هذا الحمام. وقد توقف تايسون (43 سنة) عن المشاركة في مباريات الملاكمة في عام 2005 وأعلن أخيراً انه يعود الى «حبه الأول» لتربية حمام السباق. وفي أيام السباق تتنافس كل أندية المدينة ناقلة آلاف الطيور الى نقطة الانطلاق على بعد 160 كيلومتراً الى ألف كيلومتر عن نيويورك. يمكن متابعة رحلة الطير من خلال شريحة كومبيوتر توضع على خاتم موضوع على إحدى قوائم الطير. غالباً ما تفصل دقائق أو حتى ثوان فقط بين الطيور المتنافسة والجوائز تراوح بين مئات الدولارات وعشرات الآلاف، وفقاً لأهمية السباق. وهناك نظريات مختلفة ومتنوعة تفسر نجاح الحمام في العودة الى المكان الذي شب فيه. فالبعض يقول إن الشمس تقود هذه الطيور أو انها تتمتع ببوصلة طبيعية. لكن الخبراء يشددون على أن سر إعداد هذه الإبطال يكمن في الرعاية التي يخصها المربي بها، إذ يجب «معاملتها مثل الرياضيين الكبار وتدريبها وفرض حمية عليها وتأمين ساعات نوم كافية لها. وإلا فان في الأمر مضيعة للوقت».