- ناشد نشطاء سوريون وجمعيات أهلية رفع الحصار عن مدينة داريا في جنوب غربي دمشق ومناطق محاصرة أخرى، بعد أيام على توجيه الأممالمتحدة انتقادات للحكومة السورية بعرقلة إيصال المساعدات إلى مناطق محاصرة. وجاء في بيان باسم «نساء داريا» وزع على مواقع التواصل الاجتماعي: «تتواصل المأساة السورية، وتتكرّر مشاهد العنف والحصار، وتعتبر داريا من المناطق التي تعرضت لأشد أنواع القصف والدمار والحصار القاسي لمدة تزيد عن ثلاث سنوات متواصلة تحت وطأة سياسة التجويع، وحدهم المدنيون يدفعون الثمن. وشهدت المنطقة فقراً بكل مستلزمات الحياة من أبسطها مثل ملح الطعام إلى أعقدها التواصل مع الآخرين، بخاصة بعد إغلاق المنطقة عن معضمية الشام لتصبح داريا منطقة مغلقة من كل الجهات في وجه المدنيين الهاربين من القصف ليصل عدد المدنيين المتبقين فيها ثمانية، يسكنون في الأقبية خشية القصف». وتابع: «بعد الهدنة التي حصت أخيراً، عاد الهدوء إلى المدينة، ولكن لا يوجد سكن خارج الأقبية، لأن كل الأبنية تعرضت لدمار وحشي. نناشد كل من له صلة من قريب أو بعيد أننا في حاجة إلى المساعدات الفوريّة. ليس هناك أي طعام على الإطلاق في داريا. وهناك حالات سوء تغذية». ودعا البيان إلى «فك الحصار من جميع الجهات للمدينة وفتح الطرقات وإدخال جميع مستلزمات الحياة من غذاء ودواء وماء صالحة للشرب وملابس وأحذية ومنظفات»، إضافة إلى «مناشدة الأمم المتّحدة والمنظمات الإغاثية والإنسانية كافة والجهات المعنيّة بالتدخل الفوري وإيصال المساعدات الإنسانيّة للمتضررين بأقصى سرعة ممكنة». وكان رئيس مجموعة العمل الخاصة بالمساعدات الإنسانية يان إيغلاند قال الخميس: «وفقاً للإجراءات الجديدة، تتعين موافقة الحكومة السورية على طلبات إيصال المساعدات الإنسانية في غضون سبعة أيام، وخلال ثلاثة أيام أخرى تتم الموافقة النهائية من أجل الذهاب إلى المناطق المحاصرة، والتي يصعب الوصول إليها. وكانت لدينا خمس قوافل مستعدة للانطلاق خلال الأيام الأربعة الماضية، ولكن لم تستطع كل من تلك القوافل الخمس الوصول (إلى المناطق المحددة)، بالتالي لم يحصل 287 ألف شخص على الإغاثة في المناطق التي يصعب الوصول إليها أو في المناطق المحاصرة». ماذا حدث؟ أجاب ايغلاند: «في مناطق الرستن (وسط البلاد) وفي التل، وبلودان وكفر بطنة وهي مناطق محاصرة، لم تصل الموافقة النهائية عشية انطلاق القوافل». وشدّد «على أن الوصول إلى المناطق المحاصرة أمر بالغ الأهمية. وساد اعتقاد بتراجع زخم إيصال المساعدات في الأيام الأخيرة. وقال إيغلاند: «لا يمكن أن تفشل، تجب علينا استعادة الزخم وأنا متفائل بأن هذا سيحدث في الأسبوع أو الأسبوعين المقبلين». وتعتبر داريا وحرستا ودوما في أطراف دمشق مناطق وعد المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بقرب وصول المساعدات إليها. ويتوقع أن يكون هذا الموضوع على جدول أعمال محادثات دي ميستورا مع وزير الخارجية وليد المعلم في دمشق اليوم. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «قوات النظام جددت قصفها لمناطق في مدينة دوما وبلدة بالا بالغوطة الشرقيةلدمشق، واستشهد مقاتل من الفصائل الإسلامية خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في محيط مدينة دوما، بينما نفذت مواطنات عدة وقفة في مدينة داريا بالغوطة الغربية احتجاجاً على استمرار الحصار على مدينتهن ومنع دخول مساعدات إنسانية رغم مرور 44 يوماً على تطبيق وقف الأعمال العدائية». كما رفعت النساء لافتات تعبر عن مطالبهن ووجهن رسائل تطالب بفك الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى مدينتهن المحاصرة منذ سنوات.