سنغافورة - أ ف ب - طالبت الولاياتالمتحدة وحليفاتها في آسيا، كوريا الشمالية بدفع ثمن اغراق البارجة الكورية الجنوبية، علماً ان واشنطن أقرت في الوقت ذاته، بأن الجهود الديبلوماسية قد لا يكون لها تأثير كبير على النظام في بيونغيانغ. والتقى وزراء دفاع الولاياتالمتحدة واليابان وكوريا الجنوبية في سنغافورة للتباحث في الاجراءات الممكن اتخاذها لمعاقبة كوريا الشمالية، في وقت يستعد مجلس الامن للتباحث في الازمة الناجمة عن اغراق البارجة تشيونان. وقال جيف موريل مساعد وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس للصحافيين ان هذا الاخير قال لنظرائه الآسيويين السبت، انه «من المهم ان نكون جبهة موحدة لمنع اي استفزازات جديدة». وفي مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) اقر غيتس بأن امام الولاياتالمتحدة وحلفائها خيارات قليلة فعالة باستثناء العمل العسكري. وقال غيتس: «طالما ان النظام لا يكترث لرأي العالم به ولا لرفاه شعبه، بصراحة ليس هناك الكثير يمكن القيام به، الا اذا كنا مستعدين الى استخدام القوة في مرحلة معينة». وأضاف: «ولا احد يريد القيام بذلك». ومع ان واشنطن وسيول ادانتا الهجوم الذي نسب الى بيونغيانغ وأدى الى غرق 46 بحاراً كورياً جنوبياً، الا انهما دعتا الى الهدوء وتجنبتا الحديث عن اي رد عسكري. وقال غيتس انه «من الممكن ان تحصل استفزازات اخرى» وذلك بالنظر الى صعوبة التنبؤ بردود فعل النظام الشمالي. ونفت كوريا الشمالية بشدة اي مسؤولية في اغراق البارجة، وحذرت من الرد في احالة ادانتها في مجلس الامن. وكانت سيول تفكر في نشر بطاريات صواريخ «باتريوت» على اراضيها، كما افادت صحيفة «صنداي مورنينغ» الصادرة في هونغ كونغ نقلاً عن مسؤولين كوريين جنوبيين رفضوا الكشف عن هوياتهم. وأضافت الصحيفة ان مثل هذا التحرك كان يمكن ان يغضب الصين وكان سيحتاج موافقة من القيمين على الموازنة ومراجعة السياسة العامة في وقت لاحق من العام. وقال غيتس السبت، ان القوات الاميركية تعتزم تعزيز دفاعها الصاروخي في المنطقة. وتشهد شبه الجزيرة الكورية توتراً حاداً بعدما خلصت لجنة تحقيق دولية الشهر الماضي الى ان طوربيداً كورياً شمالياً وراء اغراق البارجة. وقال غيتس في خطابة خلال مؤتمر «شانغري-لا» حول الامن في سنغافورة ان الادارة الاميركية كانت تدرس «خيارات جديدة» ضد كوريا الشمالية غير الجهود الديبلوماسية التي تقوم بها الاممالمتحدة والمناورات العسكرية المقررة مع كوريا الجنوبية. الا انه لم يحدد ماهية تلك الخيارات. وحددت كوريا الجنوبية ادلتها على وقوف الشمال وراء الحادث في اجتماعات مع مسؤولي الدفاع المجتمعين في سنغفاورة في محاولة لزيادة الضغط على الصين وروسيا اللتين لم تصدر عنهما بعد اي ادانة لكوريا الشمالية. وحذر غيتس في خطاب موجه على ما يبدو الى روسيا وخصوصاً الصين من مخاطر عدم التحرك، وقال ان الدول في المنطقة لن تسكت عن سلوك بيونغيانغ «المتهور». وصرح في اعقاب لقائه مع نظيريه الكوري الجنوبي والياباني بأن «عدم القيام بشيء سيعطي المثال الخاطئ». وكانت سيول احالت الجمعة رسمياً على مجلس الامن حادث غرق البارجة الذي تحمل جارتها الشمالية المسؤولية عنه، بعدما وصف الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك الهجوم على البارجة بأنه «تحريض عسكري». وقال مسؤولون اميركييون ان القيادتين العسكريتين الاميركية والكورية الجنوبية تفكران في اجراء مناورات عسكرية مشتركة كعرض للقوة. الا ان تدريباً مشتركاً على صد هجوم لغواصات كان مقرراً الاسبوع المقبل، أرجئ بعدما اقترح غيتس الافساح في المجال امام الجهود الديبلوماسية للامم المتحدة. كما صرح غيتس بأن سيول يمكن ان تطلب من مجلس الامن رسالة ادانة لبيونغيانغ بدلاً من قرار يصدر عنه.