أعلن قائد القوات الأميركية في أفريقيا الجنرال ديفيد رودريغيز، أن عدد عناصر تنظيم «داعش» تضاعف في ليبيا خلال سنة ونصف السنة، إذ بات يتراوح بين 4 آلاف و6 آلاف عنصر، فيما شهد مجلس الأمن توافقاً روسيا- أوروبياً على ضرورة «تعزيز دعم» حكومة الوفاق الوطني في ليبيا. وقال الجنرال رودريغيز للصحافيين في البنتاغون، إن تمدد التنظيم الجهادي في ليبيا «أصعب بكثير» مما كان الأمر عليه في سورية أو العراق. وأضاف: «من المحتمل أن يتمكن الجهاديون يوماً ما من السيطرة على جزء من الأراضي الليبية و «لكن في الوقت الراهن أنا لست قلقاً من هذا الأمر». وأوضح قائد القيادة الأميركية في أفريقيا، أن إرهابيي داعش «لا يملكون مقاتلين محليين يعرفون البلد جيداً» كما هي عليه حالهم في سورية والعراق. وأضاف أن ما يزيد أيضاً من صعوبة المهمة على هؤلاء في ليبيا هو أن عناصر الميليشيات الليبية لا يروق لهم أن تتدخل جهات غير ليبية في شؤون بلدهم الداخلية. ولفت الجنرال الأميركي رداً على سؤال عن إمكان حصول تدخل عسكري دولي ضد الإرهابيين في ليبيا، أن الأمر «يتوقف على ما ستطلبه حكومة الوفاق الوطني». في سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت أمس، أن بلاده لا تنوي شن ضربات جوية ولا إرسال قوات إلى ليبيا، لكنها قد تساعد في «تأمين الحماية لحكومة الوحدة الوطنية» الليبية. وقال إرولت: «لا يجوز تكرار أخطاء الماضي. إذا كنتم تفكرون في ضربات جوية وإذا كنتم تفكرون في قوات على الأرض، فالأمر غير وارد، وعلى كل حال هذا ليس موقف فرنسا». وأضاف: «في المقابل، ومن أجل تأمين الحماية لحكومة (فايز) السراج، في حال طلبت مساعدة دولية عندها سندرس الطلب، لكن القرار عائد إليه ويجب أن نحترم استقلال هذا البلد». وأوضح الوزير الفرنسي: «تحدثت أمس (الخميس) هاتفياً مع السراج، الذي دعاني إلى زيارة ليبيا، وعندما تتوافر شروط الزيارة سأقوم بها». وجددت فرنسا وألمانيا أول من أمس، تأكيد دعمهما حكومة السراج، وفق ما أعلن الرئيس فرنسوا هولاند في ختام مجلس وزراء فرنسي- ألماني في مدينة ميتز (شرق فرنسا). من جهة أخرى، شهد مجلس الأمن توافقاً روسياً- أوروبياً بشأن ضرورة «تعزيز دعم حكومة الوفاق، ودفع العملية السياسية قدماً»، فيما استمع المجلس إلى إحاطة من المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر، الذي شدد على أولوية معالجة التحديات الأمنية لتمكين المجلس الرئاسي من العمل انطلاقاً من طرابلس. وأعرب كوبلر في مداخلة عبر الفيديو من تونس عن «تفاؤل حذر» في ضوء زيارته إلى طرابلس ولقائه قادة المجلس الرئاسي، معتبراً خلال جلسة مغلقة أن «العمل الفعلي سيبدأ الآن»، وأن «الأمن يشكل الآن التحدي الأكبر، بسبب عدم استتباب الحالة السياسية حتى الآن». ونقل ديبلوماسيون عن كوبلر قوله إن «انتقال المجلس الرئاسي الى العاصمة طرابلس يمثل يوماً تاريخياً» لليبيا، كما «وجّه تحيةً خاصة الى شجاعة القرار بالانتقال الى طرابلس، وهو ما يعني أن العمل الفعلي بدأ للتو». وقال كوبلر إن «حكومة الوفاق الوطني يجب أن تنتقل من الغرف والمؤتمرات الى العمل الفعلي، وتولي الوزارات والمهام الحكومية بأسرع وقت». وأضاف أن «الأهداف الأساسية للمرحلة الحالية تتركز حول تنظيم الانتقال السلمي للسلطة وتعزيز الأمن ومعالجة التحديات الإنسانية». وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين بعد الجلسة، إنه «من الجيد أن نرى تحسن وضع البلاد رغم أن الأمور لا تزال قريبة من مستوى الكارثة، وسنواصل العمل للتأكد من وجود أكبر مقدار من الوحدة بين الأطراف السياسيين في ليبيا، وهو ما لم نشهده حتى الآن». وأشار تشوركين إلى وجود «بعض الأطراف غير المسرورين بتحسن الوضع الحالي، والأمم المتحدة يجب أن تستمر في معالجة ذلك». وشدد على ضرورة أن «تتمكن الحكومة من إعادة توحيد البلاد وإيجاد حكومة وحدة، خصوصاً في وجه الإرهاب، لكي يتمكن المجتمع من دعمها». وقال السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر، إن ليبيا تشهد «زخماً إيجابياً»، داعياً الى «تعزيز هذا التوجه». وقال إن بلاده «تقف وراء المجلس الرئاسي بالكامل، ونشجع السيد سراج ونحيي شجاعته وجهود كوبلر وفريقه». واعتبر أن «هناك فرصة تاريخية الآن لإيجاد ظروف تساعد على إشاعة الاستقرار لكل الشعب الليبي ورد الفوضى التي سببها داعش». ودعا ديلاتر الليبيين إلى «اغتنام الفرصة القائمة المتمثلة بوقوف المجتمع الدولي وراءهم». وقال السفير البريطاني ماثيو ريكروفت، إن «الأنباء الجيدة تصل من ليبيا»، مرحباً بانتقال المجلس الرئاسي إلى طرابلس. وأكد دعم بريطانيا جهود كوبلر.