شارك أبو الثورة الكوبية فيدل كاسترو الذي يناهز التسعين من عمره، في مناسبة عامة الخميس، للمرة الأولى منذ تسعة أشهر، وأشاد في إحدى مدارس هافانا بسخاء النظام المدرسي الكوبي. وتحدث كاسترو الذي كان جالساً طيلة الوقت، إلى تلامذة في الصفوف الابتدائية، في الذكرى السادسة والثمانين لمولد فيلما أسبن، شقيقة زوجته الراحلة والتي تعتبر بطلة من أبطال الثورة، وقد توفيت في 2007. وبث التلفزيون الكوبي لقطات من زيارة كاسترو للمدرسة التي تحمل اسم فيلما أسبن، ومن حديثه. ومما قاله: «أنا على يقين أن فيلماً ستكون في يوم مثل هذا مسرورة جداً لأنني جئت: فقد ضحت بحياتها، وكل شخص يموت في أثناء النضال الثوري يترك قوته» للذين يبقون. وهي المشاركة الأولى له في مناسبة عامة منذ تموز (يوليو) 2015، عندما التقى، كما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية، مسؤولين مدنيين في القوات المسلحة الثورية ووزارة الداخلية. وامتدح فيدل كاسترو المدرسة الكوبية المجانية التي جلس على مقاعدها جميع الكوبيين. وتأتي مشاركة كاسترو في هذه المناسبة قبل أيام من مؤتمر الحزب الشيوعي في 16 الجاري، وبعد رسالة انتقادية طويلة بعنوان «الأخ أوباما» كتبها فيدل كاسترو بعد الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى هافانا بين 20 و 22 آذار (مارس) الماضي. وفي سياق التقارب الكبير الذي بدأ أواخر 2014 بين البلدين، دعا باراك أوباما إلى «دفن آخر مخلفات الحرب الباردة». ورد كاسترو، الذي تنازل لشقيقه الأصغر راوول في 2006 عن السلطة بعد نصف قرن من الحكم المطلق، إثر خضوعه لعملية جراحية كبيرة: «لا نحتاج إلى أن تقدم لنا الإمبراطورية أي هدية». وعلى رغم أنه لا يظهر مراراً في مناسبات عامة، إلا أن فيدل كاسترو الذي يبلغ التسعين في 13 آب (أغسطس) المقبل، غالباً ما يستقبل في منزله شخصيات ورؤساء دول، كما تقول وسائل الإعلام الرسمية، وترفق هذه الأخبار بلقطات مصورة.