بدد الزعيم الكوبي فيدل كاسترو الأجواء الإيجابية التي رافقت الزيارة التاريخية للرئيس الأميركي باراك أوباما للجزيرة أخيراً، إذ أكد كاسترو في رد على تصريحات لأوباما، أن هافانا لن تنسى ماضي المواجهة مع واشنطن، وأن كوبا «لا تحتاج إلى هدايا من الإمبراطورية» الأميركية. وفي رسالة مطوّلة بعنوان: «الشقيق أوباما» نشرتها صحيفة «غرانما» الرسمية، سخر كاسترو من «عبارات رنّانة» أطلقها أوباما أثناء خطاب ألقاه في هافانا الأسبوع الماضي، قال فيه إنه يزور الجزيرة ل «دفن آخر بقايا الحرب الباردة في الأميركتين»، داعياً إلى تشجيع الحريات العامة والديموقراطية في كوبا. واعتبر كاسترو أن «الاستماع إلى كلمات الرئيس الأميركي كان سيصيب أي شخص بأزمة قلبية». وعدّد لائحة طويلة من الخلافات بين كوباوالولاياتالمتحدة. وزاد: «لا يتوهّمن أن شعب هذا البلد النبيل والمترفع، سيتخلى عن المجد والحق والثراء الروحي المكتسب من تطوير التعليم والعلوم والثقافة». وكتب فيدل كاسترو (89 سنة) الذي تخلّى عن السلطة لشقيقه الأصغر راوول عام 2006 بعد خضوعه لجراحة خطرة في المعدة: «لا نحتاج إلى أن تقدّم لنا الإمبراطورية هدايا من أي نوع. جهودنا ستكون مشروعة وسلمية، لأن ذلك هو التزامنا حيال السلام وأخوّة كل الشعوب. اقتراحي المتواضع هو أن يفكر (أوباما) وألا يحاول وضع نظريات حول السياسة الكوبية». وكان الانفتاح الديبلوماسي من أوباما تجاه الجزيرة، ترافق مع «ديبلوماسية موسيقية غربية» تجاه كوبا، إذ قدم فريق «رولينغ ستونز» حفلاً مجانياً ضخماً في هافانا يوم الجمعة الماضي، في ختام أسبوع من التواصل بين الغرب والدولة الشيوعية التي كانت تحظر موسيقى الفريق الإنكليزي الشهير. واستهل الفريق أولى حفلاته على الإطلاق في كوبا بأغنية (جامبين جاك فلاش) التي سجلها عام 1968 عندما كان محبو الروك الكوبيون يتبادلون نسخاً مسربة من التسجيلات الموسيقية ويواجهون خطر إرسالهم إلى فرق عمل ريفية لعلاجهم من «الانحراف الأيديولوجي». وقال ميك جاغر المغني الرئيسي في «رولينغ ستونز» وسط هتافات الحشود: «نعرف أنه كان من الصعب سماع موسيقانا في كوبا قبل سنوات، لكن ها نحن نعزف. أظن أيضاً أن الزمن يتغير». وكانت حكومة الزعيم السابق فيدل كاسترو ترى أن الفرق الغنائية الغربية مثل «رولينغ ستونز» و «البيتلز» تنشر أفكاراً هدامة ومنعت بث أغانيها في الإذاعة والتلفزيون. ولم يظهر فيدل كاسترو، الذي سيبلغ عامه ال90 في 13 آب (أغسطس) المقبل، علناً منذ تموز (يوليو) 2015، لكن وسائل الإعلام الرسمية تنشر بانتظام صوره وهو يستقبل في منزله شخصيات ورؤساء دول صديقة. ولم يعارض زعيم الثورة الكوبية أبداً بشكل علني، التقارب الذي أنجزه شقيقه الرئيس الحالي مع واشنطن، لكنه بعد الإعلان عن ذلك نهاية عام 2014، انتظر شهراً ونصف شهر للموافقة على هذه المبادرة، مؤكداً في الوقت ذاته ارتيابه من الولاياتالمتحدة.