لم تعر بالاً لاختلاف درجة «سُمرَة» البشرة بينها وبين من ظنت أنهم والداها وأشقاؤها، وعلى رغم أن لون بشرتها يكاد يميل إلى «السواد» منه إلى «السمرة» إلا أن تبريرات «واهية» سيقت إلى مسامعها منذ سنوات، جعلتها تقفل ملف اختلاف درجة «اللون» الذي اقتنعت أخيراً أن علم الجينات يحوي مبررات عدة له!. وما إن فرغ بالها من إرهاصات لون البشرة حتى انخرطت في دوامة الفاقة وتعاسة العيش، ليجرفها تيار «الحاجة» صوب مرافئ الانحراف لتنخرط «قسراً» في عصابة «نشل» نسائية فور دلوفها عتبات ربيعها ال 17، وبعد عمليات تأهيل على «السرقة»، باشرت مهمات عملها كنشالة في الساحات المحيطة بالمسجد الحرام في مكةالمكرمة، ودأبت على سرقة حقائب المصليات والمعتمرات والزائرات وكل من تحط أقدامها داخل أروقة البيت العتيق ونغفل عن مقتنياتها!. وقبل أيام عدة، وإبان بحثها عن «ضحية» تسرقها، وقعت «اللصة السوداء» في كمين محكم أعده عناصر الأمن في الساحات المحيطة بالمسجد الحرام، حيث ألقي القبض عليها «متلبسة» بجرم سرقة حقائب النساء، وما إن ظنت أنها وقعت في شر أعمالها حتى فتحت مجريات تحقيقات الجهات الأمنية معها نوافذ عدة لم تدر بخلدها إطلاقاً!. وداخل حجرة التحقيق، انهارت «اللصة السوداء» واعترفت بجرمها، وكشفت لعناصر الأمن انتماءها إلى «العصابة النسائية»، التي ساعدت في إلقاء القبض على عناصرها كافة. ومع استمرار التحقيقات لاحظ المحققون إجادتها اللغة البرماوية، على رغم أن ملامحها تدل على أنها ذات أصول أفريقية، ما دفعهم إلى إحضار والدتها التي فجرت مفاجأة من العيار الثقيل بكشفها تبنيها الفتاة قبل 17 عاماً، من طريق استعانة ابن أخت إحدى جاراتها برجل أفريقي أمّن لهم الطفلة مقابل مبلغ مالي. وأمام المعلومات الجديدة، لم يجد عناصر التحقيق بداً من إحضار أطراف القضية كافة (الجارة، وابن أختها، والرجل الأفريقي)، ليؤكدوا صحة ما ذهبت إليه الأم المتبنية (البرماوية)، بينما كشف الرجل الأفريقي استغلاله فاقة أسرة من بني جلدته، خصوصاً بعد تعرض الوالدة الأصلية إلى أزمة مرضية شديدة لإقناعهم بالحصول على مبلغ مالي مقابل تنازلهم عن الطفلة للأسرة البرماوية، «وبعد مفاهمات حول المبلغ تم الاتفاق، ونقلت الطفلة إلى أسرتها الجديدة». وجيّش لقاء «اللصة السوداء» بوالديها الحقيقيين المشاعر، إذ اختلطت العبرات بالقبلات داخل أروقة أحد مراكز الشرطة، حيث أُخلِيَ سبيل الوالدين «الأفريقيين» بكفالة بعد إثبات نسب الفتاة، بينما أوقفت الأخيرة قبل إحالتها إلى مؤسسة رعاية الفتيات في مكةالمكرمة، كمتهمة في قضية سرقة. وقالت: «كنت أعي جيداً خطورة عملي مع عصابة السرقة، ولكن لم يدر بخلدي إطلاقاً أن الصدفة ستكشف عيشي طوال 17 عاماً بعيداً من والدي الفقيرين اللذين باعاني إلى هذه الأسرة»!. بدوره، بين الناطق الإعلامي في شرطة العاصمة المقدسة الرائد عبدالمحسن الميمان أن أوراق القضية كافة سترفع إلى الجهات المتخصصة فور الانتهاء من التحقيقات اللازمة في قضية السرقة، بغية تطبيق الأنظمة حيال حادثة التبني التي استمرت أكثر من 17 عاماً. يذكر أن الفتاة الأفريقية مثّلت وجه السعد للأسرة البرماوية، إذ رزقت الأسرة الآسيوية بسبعة أطفال بعد تبني «الطفلة السوداء»، بعد أن حرمتها المشيئة الإلهية من نعمة الأطفال طوال خمس سنوات مثلت عمر تكوين الأسرة قبل تبني (شراء) «اللصة السوداء»!.