بدأت حكومة إقليمجنوب السودان الذي يتمتع بحكم ذاتي خطوات لتأسيس دولة جديدة، ما يُلمح إلى ترجيحها خيار الانفصال عن الشمال عبر الاستفتاء على تقرير مصير الإقليم المقرر بداية السنة المقبلة. وأقرت خطة التفاوض مع الخرطوم حول ترتيبات ما بعد الاستفتاء، وقررت منح الأولوية لاقامة علاقات قوية مع «السودان القديم» في حال الاستقلال عنه. كما أنها تستعد لتدشين سلاح للطيران. وكشفت تقارير أن حكومة الجنوب برئاسة سلفاكير ميارديت أقرت تشكيل أمانة للتفاوض بين شريكي الحكم، حزب «المؤتمر الوطني» و «الحركة الشعبية لتحرير السودان»، تتمثل فيها النروج وهولندا والأممالمتحدة والهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا «ايغاد»، للمساهمة في المحادثات في شأن قضايا ما بعد الاستفتاء، وأبرزها النفط والمواطنة والحقوق الأساسية. وذكرت مصادر ديبلوماسية افريقية ل «الحياة» أن هناك اقتراحات بمنح المواطن الجنوبي في شمال البلاد جنسية مزودجة في حال الانفصال لتسهيل إقامته وتنقله بين الدولتين. وأفادت أن استراتيجية الجنوب في حال الانفصال تتمثل بإعطاء الأولوية لوزارة الخارجية في الدولة الجديدة كي تبني «علاقات ثنائية قوية مع الخرطوم» لتفادي أي عنف محتمل. وقال وزير شؤون رئاسة حكومة الجنوب لوكا بيونق إن العمل جار لتشكيل أمانة خاصة بفريق الاستفتاء وتحديد الرموز التي ستستخدم في الاستفتاء بين خياري الوحدة والانفصال. وذكر أن هناك دراسة تُعد الآن للاستفادة من الانتخابات التي جرت في البلاد قبل أسابيع. وكشف عن طلب من الأممالمتحدة وآخر من مؤسسة الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر وبعض المنظمات التي راقبت الانتخابات العامة في البلاد للمساعدة في الاستفتاء. وأكد أن حكومة الجنوب بدأت في عمليات الاعداد لترتيبات ما بعد الاستفتاء، موضحاً أن سلفاكير دعا الوزارات إلى تقديم اقتراحات في شأن خياري الوحدة والانفصال، خصوصاً وزارات التعاون الدولي والري والنفط. واعتبر أي مطالب بتأجيل الاستفتاء «دعوة الى اعادة الحرب بين الشمال والجنوب مرة أخرى»، وانتقد ما اثير في اجتماع «دول جوار السودان» في مدينة نيس الفرنسية اخيراً على هامش القمة الفرانكفونية حيث اقترح ممثلون لاريتريا وجنوب افريقيا ارجاء الاستفتاء واعتماد فترة انتقالية مدتها 10 سنوات في حال قرر الجنوب الانفصال. وقال بيونق إن شعب الجنوب غير مستعد لتأجيل الاستفتاء يوماً واحداً، مشيراً إلى أن أي دعوة الى تعطيل الاستفتاء ستقود البلاد الى مربع الحرب. وفي السياق ذاته، قال الناطق باسم «الجيش الشعبي» الذي يسيطر على جنوب السودان اللواء كوال ديم إن قواته ستدشن قريباً قوات جوية خاصة بالجنوب قبل موعد الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب، موضحاً أنهم خرّجوا أخيراًَ طيارين ومهندسين عسكريين. وكشف أن شركات اميركية تعمل في مساعدة الجنوب على انشاء قوته الجوية. واتهم ديم الخرطوم بتقديم دعم عسكري لميليشيات منشقة عن «الجيش الشعبي» لاثارة اضطرابات وعنف في الجنوب لتعطيل اجراء الاستفاء في موعده. وقال إن سبعة اشخاص قتلوا وأربعة آخرين جرحوا، بينهم جنود في «الجيش الشعبي» وشرطة السجون، في اطلاق نار وقع خطأ بين الجانبين في مقاطعة ميوم في ولاية الوحدة الغنية بالنفط، في اثناء مطاردة الطرفين ميليشيات الضابط المنشق قلواك قاي الذي تمرد على حكومة الجنوب.