على غير مسافة شاسعة من المملكة المغربية، تذوب ثلوج «كليمنجارو»، تلك الجبال التي اعطتها رواية أرنست هيمنغواي شهرة داوية، بأثر من الاحتباس الحراري الذي ينجم عن تراكم التلوث في الغلاف الجوي. وخسر «كليمنجارو» (ارتفاعه 5892 متراً) قرابة 80 في المئة من تلك الثلوج الى غير رجعة. ويحاول المغرب مكافحة هذا التلوّث عينه، باللجوء الى أشعة الشمس. وإضافة الى مشروع «ديزتيك» الأوروبي العملاق لإستخراج الكهرباء من طاقة شمس الصحراء، ينخرط المغرب في مشروع مماثل مقره مدينة وارزازات (250 كيلومتراً جنوب شرقي مراكش)، يسعى لاستخراج الكهرباء من الشمس. ورُصد للمشروع، الذي تشارك فيه الولاياتالمتحدة، 9 بلايين دولار، كما يهدف للحصول على ألفي ميغاواط ساعة من الكهرباء. يمتد المشروع على مساحة عشرة آلاف هكتار. ويتكون من خمس محطات، يفترض الانتهاء من إنشائها في 2020. وتتوزّع هذه المحطات على وارزازات، لعيون وبوجدور (في الصحراء) وطرفاية (جنوب أغادير) وعين بني مطار (شرق مدينة فاس). وبحسب تصريحات إعلامية للسيدة أمينة بلخضرة الوزيرة المغربية للطاقة والمعادن، يتيح المشروع تخفيص مليون طن في استهلاك البترول، مع ما يوازي نصف بليون دولار. كما يخفض 3.7 مليون طن من انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون، وهو من الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وتساوي الطاقة المتوقّع استخراجها من هذا المشروع نصف استهلاك المغرب من الكهرباء راهناً، وخُمْس ما يتوقع ان تحتاجه البلاد من الطاقة في 2020. ويُسيّر المشروع من قِبَل جهاز مستحدث يحمل اسم «الوكالة المغربية للطاقة الشمسية». ويشكل المغرب أحد أهم المناطق في العالم توفراً على مصادر الطاقة الشمسية التي تصل كثافتها إلى خمسة كيلوواط في الساعة في المتر المربع، مع تمتعه بثلاث آلاف ساعة شمس سنوياً. والمعلوم ان المغرب طرف في مشاريع اقليمية للطاقة الشمسية، يشرف على بعضها الاتحاد الاورو - متوسطي.