علمت «الحياة» أن اجتماعات مهمة ستعقد خلال الأسبوعين المقبلين بين الحكومتين العراقية والأميركية لتقويم مراحل تنفيذ الاتفاق الأمني الموقع بين الجانبين من جهة والبحث في الترتيبات لانسحاب القوات الأميركية من المدن أواخر الشهر المقبل من جهة ثانية. ويعكف الجيش الأميركي على اختبار قدرة القوات العراقية على تسلم زمام الأمور داخل المدن. ومن المؤمل أن تبحث رئيسة مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي مع المسؤولين العراقيين في بغداد ضمن زيارة أعدت مسبقاً، في عدد من الملفات السياسية والأمنية في البلاد بينها الاطلاع على الاوضاع الامنية في المدن العراقية والاستماع الى القادة الميدانيين الاميركيين، قبل أن تنقل انطباعاتها الى الكونغرس الأميركي. وقال مدير مركز القيادة في وزارة الداخلية عضو اللجنة العليا المشتركة لتنفيذ الاتفاق الامني اللواء عبدالكريم خلف ل «الحياة» إن «اللجان القائمة على تنفيذ الاتفاق الأمني تواصل عملها في تطبيق بنوده المتعلقة بنقل الصلاحيات الامنية من القوات الاميركية الى السلطات العراقية»، مشيراً إلى أن «اللجنة الوزارية العليا بانتظار تقديم اللجان الفرعية تقريراً شاملاً بكامل ما أُنجز منذ توقيع الاتفاق الأمني». وأضاف أن «اجتماعات مهمة وعلى مستويات عليا ستتبع ذلك خلال الأيام المقبلة لإجراء تقويم شامل لما نُفذ خلال الشهور الخمسة الماضية والوقوف على الملاحظات التي رافقت تنفيذ بنود الاتفاق ومن ثم مناقشة المهمة الاكبر المتمثلة في تنفيذ الانسحاب الاميركي من داخل المدن في حلول نهاية الشهر المقبل». وقال مصدر قريب من الحكومة رفض الاشارة الى اسمه ل «الحياة» إن «الاجتماعات التي ستعقد خلال الشهر المقبل ستكون شديدة الأهمية وستنناول، اضافة الى مناقشة تفاصيل الانسحاب الاميركي من المدن، مراجعة لعدد من بنود الاتفاق الأمني والحاجة الى تعديل بعضها أو اضافة ملاحق لها». وأضاف المصدر أن «بين الثغرات بعض الفقرات المتعلقة بالحصانة القضائية والاتفاق على طبيعة مهمات الجيش الأميركي بعد الانسحاب من المدن لجهة الاسناد وكيفية تقديمه الى القوات العراقية، وقضية التداخل في الصلاحيات بين الجانبين الاميركي والعراقي الذي واجهته لجان الاتفاق خلال الشهور الاولى من تنفيذه». وفي هذه الاثناء، قال مسؤول رفيع المستوى في الجيش الاميركي في بغداد ل «الحياة» إن «القوات الأميركية تقوم حالياً باختبار جهوزية قوات الأمن العراقية على امساك الملفات الأمنية داخل المدن من دون الحاجة الى الجيش الأميركي». وكان قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال راي اوديرنو قال أول من أمس إن هذه القوات «على الطريق الصحيح» للانسحاب من كل المدن العراقية قبل 30 حزيران (يونيو) المقبل، كما ينص الاتفاق الامني بين واشنطن وبغداد. وأضاف الجنرال أوديرنو خلال مؤتمر صحافي عقده في وزارة الدفاع: «انسحبنا من كل المدن باستثناء اثنتين، بغداد والموصل» اللتين ما زالتا تشهدان اعتداءات دامية على رغم تحسن الوضع الامني في العراق منذ سنتين.