شددت موسكو على دعمها «محادثات مباشرة وشاملة» بين الأطراف السورية في جنيف، لكنها أكدت مجدداً «الأهمية القصوى» لمشاركة حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي فيها. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال لقائه مساء الثلثاء المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، ضرورة توحيد جهود اللاعبين الدوليين لحل الأزمة السورية. وقال أن بلاده تدعم بقوة إجراء مفاوضات مباشرة وشاملة. أما دي ميستورا فعبّر عن أمله بن «تبدأ المرحلة الأولى للعملية السياسية الانتقالية في سورية». وزاد أن «روسيا والولايات المتحدة تبقيان الراعيتين الرئيسيتين للتقدم في عملية التسوية السياسية ومن الضروري العمل على التوصل إلى نظام لوقف إطلاق النار أكثر فاعلية في سورية». في الوقت ذاته، شددت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على أن «موسكو تصر على ضرورة مشاركة أكراد سورية في الجولة المقبلة من المفاوضات السورية، ومشاركة الأكراد، وخصوصاً حزب الاتحاد الديموقراطي، تحمل أهمية مبدئية»، نظراً إلى أهمية القضايا المطروحة للنقاش، وفق ما قالت. وأعربت الديبلوماسية الروسية عن أسف موسكو بسبب فشل مجلس الأمن الدولي في تبني مشروع بيان يدعو إلى توفير تمثيل أوسع للحوار السوري في مفاوضات جنيف. في المقابل، رحّبت زاخاروفا بتصريحات الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر الذي قال أن «واشنطنوموسكو متفقتان بالأساس على أن العملية السياسية التي تعكس رغبة وإرادة الشعب السوري هي التي يجب أن تحدد قيادة وحكومة سورية في المستقبل». وأوضحت أن المجتمع الدولي كان يركّز على «تغيير النظام» في سورية، ولكنه «قرر تغيير موقفه بعدما تفشى الإرهاب في المنطقة، وبات يركز على مكافحة الإرهاب وبدء عملية السلام وليس مستقبل (الرئيس السوري بشار) الأسد». وشددت زاخاروفا على «ثبات» الموقف الروسي حول مسألة مصير الأسد، وأن «مصير رئيس الجمهورية السورية يجب أن يقرره السوريون بأنفسهم». ميدانياً، أشارت الناطقة الروسية إلى تنامي قلق موسكو بسبب أنباء عن استخدام عناصر تنظيم «داعش» غاز الخردل أخيراً. وأضافت أن «الأنباء حول قصف داعش المطار العسكري في دير الزور باستخدام صواريخ مزودة بغاز الخردل، تثير قلقاً شديداً وتدعو الى التعامل بحزم». وذكّرت زاخاروفا بأن لافروف كان قد طرح في مؤتمر جنيف حول نزع الأسلحة في بداية آذار (مارس) الماضي، مبادرة روسية جديدة حول مكافحة الإرهاب والحيلولة دون استخدام الإرهابيين أسلحة دمار شامل، مشيرة إلى أن المبادرة تقضي بإعداد اتفاق جديد يجمع بين آليات حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل والجهود الخاصة بمكافحة الإرهاب، وقالت إن ردود أفعال معظم الشركاء على هذه المبادرة كانت إيجابية. وأكدت زاخاروفا أن نظام الهدنة في سورية قائم في شكل عام، مشيرة إلى توصل الحكومة والمعارضة في العديد من المناطق إلى اتفاقات ومصالحات. وأضافت أن ذلك ينعكس إيجابياً على الوضع الأمني في سورية وتخفيض مستوى العنف وإيصال المساعدات إلى المحتاجين. كما أشارت إلى أن النجاحات الأخيرة للجيش السوري على الأرض تهيئ الظروف للتقدم نحو «عاصمة داعش» مدينة الرقة، وكذلك محافظة دير الزور بشرق البلاد.