أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أن الحكومة الشرعية ذاهبة إلى الكويت لصنع السلام الدائم الذي يؤسس لبناء مستقبل اليمن الجديد، واستئناف العملية السياسية، واستكمال الاستحقاقات الوطنية. وأبدى هادي خلال لقائه أمس مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى إن باترتسون وسفير أميركا لدى اليمن ماثيو تولر حرصه على تحقيق السلام وإيقاف الحرب والدمار، حقناً للدماء اليمنية. وأضاف: هذه الحرب فرضت علينا وعلى الشعب اليمني، من الانقلابيين الذين اختطفوا الدولة ومؤسساتها، ودمروا الممتلكات وحاصروا المدن وقتلوا الأبرياء. وأشاد الرئيس اليمني بجهود أميركا والمجتمع الدولي لدعم جهود السلام وتطبيق القرارات الأممية ذات الصلة، من خلال جهودهم ومواقفهم الداعمة لليمن وشرعيتها الدستورية. وعبرت مساعدة وزير الخارجية الأميركية عن سرورها بلقاء هادي، في مناخات وفرص أكثر إيجابية لتحقيق السلام الذي يتطلع إليه الشعب اليمني والعالم أجمع. وقالت: الأنظار تتجه اليوم إلى الكويت، لصنع السلام الذي يضع حداً للمعاناة ونزف الدماء اليمنية، وعودة الحياة ومؤسسات الدولة الشرعية. كما استقبل هادي أمس، في مقر إقامته الموقت في الرياض، المبعوث الخاص لبريطانيا إلى اليمن ألان دنكن وقال إن الحكومة ستشارك في المشاورات المقبلة في الكويت «بنوايا صادقة وبمسؤولية وطنية من أجل خروج اليمن من وضعه الراهن وإيقاف دائم للعمليات العسكرية وتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216، وإنهاء عمليات الانقلاب التي تسببت بوضع مأساوي على الشعب». وأفادت مصادر يمنية بأن خبراء من الأممالمتحدة بدأوا أمس في مسقط، تدريب فرق خاصة سيتم نشرها على خطوط التماس لمراقبة وقف إطلاق النار المقرر سريانه بعد ثلاثة أيام. ومن المقرر أن يشارك ممثلون عن الحكومة وعن الحوثيين في فرق مراقبة إطلاق وقف النار التي ستنتشر قبل العاشر من هذا الشهر على خطوط التماس. من جهة اخرى أكد سفير اليمن لدى الأممالمتحدة خالد اليماني إن خبر رفض رئيس الحكومة السابق خالد بحاح قرار إقالته «لا أساس له من الصحة» مشدداً على أن قرار التعديل الحكومي الذي صدر في 3 الشهر الحالي «ساري المفعول، وباشر المعنيون تنفيذه». وفي جانب آخر، طالب اليماني مجلس الأمن بالتحرك لإلزام إيران وقف انتهاكاتها حظر الأسلحة المفروض على اليمن من خلال إرسال سفن محملة أسلحة الى الحوثيين. وقال «إن البحرية الفرنسية أوقفت سفينة محملة أسلحة إيرانية كانت متجهة الى اليمن الأسبوع الماضي، كما أوقفت البحرية الأميركية قبل أسابيع سفينة أخرى «محملة صواريخ مضادة للدروع وتجهيزات قدرات صاروخية للانقلابيين». واعتبر اليماني أن انتهاكات ايران «ليست جديدة لأن جهودها لخرق حظر الأسلحة ومحاولات إرسالها الى الانقلابيين مستمرة» موجهاً «الدعوة الى مجلس الأمن للقيام بمهامه وتنفيذ قراراته والتأكيد على وقف إيران تحديها لقرارات المجتمع الدولي». في شأن متصل، تراجعت بريطانيا عن طرح مشروع قرار «إنساني» في مجلس الأمن يدعو الى إعلان وقف لإطلاق النار في اليمن لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية «بسبب التقدم في المسار السياسي الذي قد يفضي الى تسوية بين الأطراف اليمنيين». ميدانياً، قالت مصادر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية إن قواتهما المشتركة حررت أمس، موقع «العكدة» الاستراتيجي المطل على وادي السليم بعسيلان شمال محافظة شبوة، وأسفرت المواجهات عن قتل ستة حوثيين وأسر ثلاثة آخرين. إلى ذلك، كشفت مصادر المقاومة عن مقتل خمسة من عناصرها في مواجهات مع المتمردين في منطقة «العقبة» في محافظة الجوف، وقالت إن المعارك في هذه الجبهة المتاخمة لمحافظة صعدة أسفرت عن سيطرة القوات المشتركة على أجزاء واسعة من «جبال العقبة»، في حين ما زالت أجزاء أخرى تحت سيطرة الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح. في السياق نفسه، كشفت المصادر عن وصول تعزيزات عسكرية ضخمة للجيش والمقاومة في مديرية نهم شمال شرق صنعاء، وقالت إن هذه التعزيزات جاءت في إطار التحضيرات التي تجريها قوات الشرعية لاقتحام صنعاء وتحريرها في حال فشلت المحادثات المقرر إجراؤها في دولة الكويت. وطاول طيران التحالف أمس، مواقع المتمردين في مديرية صرواح غرب مأرب وجدد استهداف مواقعهم في مناطق متفرقة من محافظة تعز التي تشهد معارك كر وفر بين قوات المقاومة والجيش من جهة، وبين الحوثيين وقوات صالح من جهة أخرى. وأفادت مصادر محلية وطبية بأن قوات المتمردين استمرت في قصف قرى ومناطق مديرية «الوازعية» في الريف الغربي لتعز، وقالت إن امرأتين قتلتا أمس، وأصيب أربعة أطفال جراء قصف الميليشيات مناطق وادي «المعقم وبخيته»، في ظل نزوح واسع للسكان خشية تعرضهم للقصف. على صعيد آخر جدد طيران التحالف أمس، ضرب مواقع ومعسكرات لتنظيم «القاعدة» في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، وقال شهود إن غارات استهدفت معسكر الدفاع الساحلي واللواء «27 ميكا» في منطقة خلف، وأدى القصف إلى دوي انفجارات هزت المدينة.