شذّ طلاب إحدى إدارات التربية والتعليم في السعودية عن سليقة أترابهم، وضربوا بجل التشريعات القانونية والأعراف الاجتماعية والطبيعة البشرية عرض الحائط، بعد أن أضحوا ملتحين وهم لم يبلغوا سن «الحُلُم» بعد!. وفي وقت دأب فيه طلاب دور المعرفة كافة على اصطحاب كتب ومراجع وأدوات تعليمية تعينهم على تحصيلهم العلمي، عمد طلاب تلك الإدارة التعليمية على اصطحاب «لحى مستعارة» معهم إلى صروح العلم والتربية، متهكمين تارة بجملة من العادات والتقاليد المجتمعية والدينية، ومستهترين أخرى بالغرض من وجودهم داخل صروح علمية شيدت لاستقاء المعرفة عوضاً عن «التنكر داخلها»!. وأمام استمرار «غزو» اللحى المستعارة لمدارس تلك الإدارة التربوية، لم يجد القائمون عليها بداً من الرضوخ لسلسة من الشكاوى صدح بها المنتمون إلى مدارس عدة تابعة لها اعتاد عدد من طلابها اصطحاب «اللحى» معهم وارتداءها أثناء الدوام الرسمي، وذلك بوقوفها أخيراً في وجه الظاهرة الجديدة التي وصفتها ب «المسيئة» إلى السنة النبوية، والمخالفة للأنظمة. وقالت مصادر مطلعة داخل إحدى إدارات التربية والتعليم في السعودية (تحتفظ «الحياة» باسمها) ل «الحياة»: «إن تحرك الإدارة التربوية جاء بعد ملاحظة القائمين عليها والمنتسبين إليها تفشي ظاهرة تداول اللحى المستعارة ذات اللونين الأبيض والأسود بين صغار السن والمراهقين من طلاب المدارس، لأغراض مسيئة أو بقصد التنكر». وكشفت مصادر «الحياة» إصدار إدارة التربية والتعليم تلك تعميماً (حصلت «الحياة» على نسخة منه) حددت فيه بعض الضوابط التي طالبت إدارات المدارس التابعة لها بتفعيلها، تضمنت ضرورة توعية الطلاب بالتمسك بالسنة النبوية في إكرام اللحى وعدم السخرية منها، واعتبارها اقتناء هذه اللحى المستعارة واستخدامها سخرية من إكرام اللحى، مع ضرورة التنبيه على الطلاب بعدم إحضار لحاهم المستعارة إلى المدرسة، وأن إحضارها يعد مخالفة تستوجب التنبيه والتعهد على ولي الأمر والطالب بعدم تكرار هذه المخالفة. وركز تعميم الإدارة التربوية على ضرورة التوعية المستمرة من الجميع بأهمية التعاون مع مرشد الطلاب إن وجد، ومشرف التوعية الإسلامية في المدرسة، وذلك بحث الطلاب على التمسك بتعاليم الدين الإسلامي وسنة نبينا محمد (صلى الله علية وسلم)، والابتعاد عن مواطن الشبهات. إلى ذلك، يلمح أن الإدارة التعليمية جنّدت كوادرها مكلفة إياهم بمحاولة معرفة مصادر «اللحى المستعارة» ونقاط بيعها، لافتة إلى عزمها تنبيه فرع وزارة التجارة والصناعة (في المحافظة) إلى ذلك.