كشف قائد الحملة التركية لسفن الحرية بولنت يلدرم أمس، أن سفنها كانت ستتجه الى ميناء العريش المصري لو أنهم قابلوا اعاقة اسرائيلية سلمية. وقال يلدرم خلال مؤتمر صحافي إن قائد السفينة كانت لديه تعليمات بالاتجاه الى السويس ثم العريش في حال اعتراضهم من الجيش الاسرائيلي في البحر. وأضاف أنه لم يكن لديهم أي نية لمواجهة الجيش الاسرائيلي أو تصعيد الموقف معه، وهو ما أكده أيضاً بولنت ارينش نائب رئيس الوزراء التركي الذي قال إن الحكومة التركية لم تتوقع على الاطلاق أن تتصرف اسرائيل بهذه الرعونة والحمق. وأشار ارينش الى سبب رفض الحكومة مطالب الشارع بقطع العلاقات مع اسرائيل، قائلاً إن هذا ليس حلاً وليس متبعاً في العلاقات الدولية، وأن الأفضل هو خفض مستوى التمثيل والعلاقات من أجل التأثير والضغط في شكل أكبر. وأكد ارينش أن بلاده جمدت كل مشاريع الطاقة المستبقلية المشتركة مع اسرائيل، من أجل زيادة الضغط واجبار الدولة العبرية على رفع الحصار عن غزة وكرد على ما قامت به. ورأى أن تل أبيب خسرت روسيا، وأن واشنطن منزعجة جداً ولم يبق لها سوى تركيا متنفساً في المنطقة، إلا أن حكومة اسرائيل تخنق نفسها بيديها الآن. وأشار الى صعوبة عودة المياه الى مجاريها بين أنقرة وحكومة نتانياهو. وتوقع أن يعمل الشارع الاسرائيلي على التخلص من الحكومة الحالية. وأكدت مصادر ديبلوماسية تركية ل «الحياة» أن أنقرة تتابع عن كثب وقرب وتفاؤل التصريحات الاميركية والاسرائيلية التي تتحدث عن تخفيف الحصار عن غزة أو رفعه كلياً أو تغيير شكله وآلياته. من جانب آخر، شيعت تركيا ثمانية جثامين من الأتراك التسعة الذين قُتلوا على ظهر سفن الحرية بعد صلاة الجمعة في اسطنبول وسط تظاهرات غضب حاشدة طالبت الحكومة مجدداً بقطع كل العلاقات مع تل أبيب. وتناول الاعلام التركي كثيراً من القصص المثيرة عن الحادثة، نقلاً عن العائدين من تل أبيب، ولا سيما الحديث عن مادة كيماوية غريبة قُدمت إلى بعضهم أثناء احتجازهم وبينهم قبطان سفينة مرمرة الذي قال إنه طلب ماء ليشرب فجيء له بسائل يشبه الماء لكن طعمه مر. كما أفاد بعض العائدين أن الجنود الذين هاجموا السفينة كانوا يصيحون مستهزئين «وان مينيت»، أي الجملة التي كررها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر دافوس العام الماضي عندما تلاسن مع الرئيس شيمون بيريز حول حرب غزة وطلب الحديث لدقيقة. وذكر محتجزون آخرون أن بعض الجنود الاسرائيليين كان يسأل مستهزئاً من احتجزهم: أين هو بطلكم اردوغان ليأتي لينقذكم من ايدينا؟