طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب – هاجم مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي والرئيس محمود احمدي نجاد المعارضة أمس، أمام مئات آلاف الأشخاص الذين أحيوا الذكرى ال21 لوفاة الامام الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية. وكما يفعل كل سنة، صعد حسن الخميني حفيد الإمام الراحل الى المنصة، لكن خطابه قوطع مرات عدة من أنصار نجاد الذي يعتبرون حسن الخميني مؤيداً للمعارضة، وهتفوا: «الموت للمنافقين». وقال حسن الخميني الذي غادر المنصة قبل إنهائه خطابه: «دعوني أتحدث، شعبنا يكره هذا الحشد الضئيل (الذي قاطعه)». وأضاف ان «كرامة الذكرى لا تستحق ما تقوم به هذه المجموعة الضئيلة». وكان مهدي كروبي أحد قادة المعارضة تعرّض لهجوم من أنصار النظام حين كان يحاول الوصول مساء الخميس الى ضريح الخميني، ما اضطره الى مغادرة المكان تحت حماية حراسه الشخصيين، كما أفادت وكالة أنباء «فارس». واتهم كروبي قادة النظام بمصادرة ارث الإمام الخميني، قائلاً: «انهم (المسؤولين الإيرانيين) يتحدثون وكأن الإمام الخميني ملكهم لوحدهم». وأضاف: «باسم الاسلام اضعفوا في شكل خطر وأضرّوا بالطابع الجمهوري للنظام، ونحن الآن قلقون جداً على طابعه الاسلامي». وشجب كروبي سعي النظام «الى اتهام كل من يتحدث عن تزوير في الانتخابات، بأنه من اعوان الموساد والسي آي اي»، في اشارة الى الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية. وعلى صعيد إحياء الذكرى، اعتبر خامنئي ان «اعداء الامام والثورة يحاولون حرف الثورة عن مسارها». وقال خلال خطبة صلاة الجمعة في ضريح الخميني جنوبطهران: «لا يمكن ان نكون في جبهة واحدة مع الذين يعارضون صراحة رفع راية الإسلام. لا يمكن القبول بأن تجتمع أميركا وبريطانيا والاستخبارات الأميركية والإسرائيلية وأنصار الملكية والمنافقون حول محور واحد، ثم يدعي أفراد انهم في نهج الإمام». وزاد: «لا يمكن أن يكون المرء في نهج الإمام، اذا أيد علناً الأحداث المخزية التي حصلت في الشهور الماضي، ودعم من أثار تلك الأحداث». وشدد على ان «الناس سيُحاكون استناداً الى أفعالهم الحالية، وليس مواقعهم السابقة». واعتبر خامنئي هجوم اسرائيل على «أسطول الحرية» مؤشراً «للنزعة الوحشية للصهاينة، والأخطاء التي ارتكبها الصهاينة تظهر أن زوالهم بات وشيكاً»، منتقداً «الصمت الغربي والعربي على الجرائم الصهيونية في المنطقة». أما نجاد فشدد على أن «الشعب سينبذ فوراً كلّ من يحاول وفي أي موقع كان، أن يبتعد عن نهج الإمام ونظام الجمهورية الإسلامية». وجدد تأكيده ان الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في 12 حزيران (يونيو) الماضي «كانت حرة بنسبة مئة في المئة»، محذراً من ان الحكومة لن تسمح بتجدد التظاهرات الاسبوع المقبل في الذكرى الأولى للاقتراع. وقال ان «من غرائب التاريخ ان بعضهم يصطف الى جانب الأعداء الألداء للثورة، أي دعاة الملكية والمنافقين ووسائل الاعلام الاستكبارية وقادة الاستكبار، ويتصدون لجميع قيم الإمام ومبادئه، ثم يدعون التبعية والملكية الحكرية للامام ونهجه. والاغرب من ذلك انهم يتوقعون بأن يوافق الشعب على أطماعهم». واعتبر نجاد ان «الكيان الصهيوني فقد صوابه، واعتداؤه على اسطول الحرية أثار حركة عالمية ستتواصل حتى اجتثاث الصهيونية»، مشيراً الى ان «آلاف السفن ستنطلق قريباً من أرجاء العالم الى غزة.