تصاعدت المواجهات بين «الجيش الشعبي لتحرير السودان» الذي يسيطر على إقليمجنوب السودان وبين الميليشيات المناوئة له في شكل بات يهدد إجراء الاستفتاء في موعده في بعض مناطق الإقليم. كما زادت وتيرة الاشتباكات بين القوات الحكومية ومتمردي دارفور. وقال «الجيش الشعبي لتحرير السودان» أمس إنه اشتبك مع ميليشيا مناوئة له في ولاية الوحدة الغنية بالنفط وقتل ثمانية من مقاتليها وأسر 13 آخرين وتوعد بإلقاء القبض على قائدها قلواك قاي حياً أو ميتاً. وقال الناطق باسم «الجيش الشعبي» كول ديم في تصريح إن قواته نصبت مكمناً لجنود قلواك قاي في مقاطعة ميوم وكبدهم خسائر كبيرة، كما فقدت قواته اثنين من الجنود، موضحاً أنهم يطاردون قاي الذي ينسّق مع الجنرال المنشق عنهم جورج أتور بعدما خسر في الانتخابات التي أجريت في نيسان (أبريل) الماضي. وأضاف كول أن أجهزة الأمن السودانية تدعم الجماعات المسلحة في الجنوب بعدما رفض الجيش الحكومي مساعدتها، وكشف أنهم أسروا جندياً في الجيش اعترف بدعم الخرطوم للميليشيات من أجل تعطيل إجراء الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب في موعده بداية العام المقبل. لكن مكتب الناطق باسم الجيش نفى أي صلة لهم بالميليشيات في الجنوب وقال إن ما يجري هناك يخص الجنوبيين. إلى ذلك، أعلن نائب الأمين العام ل «الحركة الشعبية»، ياسر عرمان قبول حركته بوزارة النفط في مقابل أن تؤول وزارة الخارجية إلى شركائهم في حزب المؤتمر الوطني، موضحاً أن الشريكين اتفقا على أن تحصل «الحركة الشعبية» على وزارة إضافية إلى جانب الوزارات التسع التي كانت تشغلها في الحكومة السابقة، مشيراً إلى أن عدد الحقائب في الحكومة الجديدة التي يتوقع تشكيلها الأسبوع المقبل ارتفع إلى 35 وزارة. من جهة أخرى، تبادل الجيش الحكومي مع متمردي «حركة العدل والمساواة» إعلان تحقيق انتصارات في إقليم دارفور. وأعلن ناطق باسم الجيش السوداني أن قواته أبعدت مقاتلين تابعين الى «حركة العدل والمساواة» بزعامة خليل إبراهيم من منطقة عدولة في ولاية جنوب دارفور بعد معارك مُنيت خلالها الحركة بهزائم كبيرة وخسائر في الأرواح والمعدات. وقال الناطق المقدم الصوارمي خالد سعد إن الجيش دمّر 35 سيارة واستولى على ثلاثة سيارات أخرى في حال جيدة، كما غنم ستة مدافع وكميات من الأسلحة الصغيرة خلال المعارك، نافياً أن يكون المتمردون أصابوا مروحية قرب نيالا في جنوب دارفور. لكن الناطق العسكري باسم «العدل والمساواة» علي الوافى بشار قال إن قواته دمرت آليات عسكرية تابعة للجيش الحكومي في معارك في دارفور. وذكر أن الجيش الحكومي هاجم مواقع حركته في شمال منطقة مهاجرية بين خزان جديد وشعيرية لكن قواته صدتهم وهزمتهم وأسرت عدداً منهم ودمرت 23 سيارة ودبابتين وأصابت طائرة مروحية احترقت قرب مخيم كلما للنازحين واستولت على 40 سيارة أخرى وغنمت أسلحة وذخائر وشاحنات وقود وتمويل ومدرعات. على صعيد آخر، أعلنت لجنة أطباء السودان أمس إضراباً مفتوحاً عن العمل في كل مستشفيات السودان ونفذت انسحاباً مفاجئاً من تغطية أقسام الطوارئ والحوادث احتجاجاً على اعتقال السلطات اثنين من أعضائها وعدم تحسين شروط خدمتهم. وقال اللجنة في بيان إن السلطات الأمنية اعتقلت رئيسها الدكتور أحمد الأيوبي وزميله الدكتور الهادي بخيت، واستخدمت العنف ضد تظاهرة احتجاجية شارك فيها المئات ما أدى إلى إصابة نحو عشرة بعضهم في حال خطرة. ونظم الأطباء أمس مسيرة احتجاجية داخل مستشفى الخرطوم لإطلاق سراح زميليهما حيث عرضوا على السلطات العودة للعمل مقابل إطلاق سراح الطبيبين. وقالت مسؤولة الطوارئ في مستشفى الخرطوم الدكتورة هالة أبو زيد ل «الحياة» إن إضراب الأطباء لم يؤثر في العمل في المستشفى بعدما نشط أطباء الاحتياط في مباشرة مهماتهم أمس.